في لحظة وصفت بأنها تاريخية بالنسبة للقطاع التعليمي في جنوب كردفان، قرع والي الولاية، محمد إبراهيم عبدالكريم، صباح اليوم، جرس بداية امتحانات المرحلة المتوسطة من مدرسة الحميراء بنات بمدينة كادقلي، إيذاناً بانطلاق الامتحانات الرسمية بعد غياب دام أكثر من 31 عاماً عن هذا المستوى التعليمي في السودان، وجاءت هذه الخطوة وسط أجواء رسمية ومجتمعية احتفالية، بحضور عدد من أعضاء حكومة الولاية، ولجنة أمن الولاية، وقيادات التعليم، في مشهد يعكس أهمية الحدث على المستويين التربوي والاجتماعي.
وفي تصريح صحفي عقب قرع الجرس، أكد الوالي أن استئناف امتحانات المرحلة المتوسطة يمثل مؤشراً إيجابياً نحو استعادة استقرار العملية التعليمية، مشدداً على أن حكومته تضع التعليم في مقدمة أولوياتها، باعتباره الركيزة الأساسية لنهضة الشعوب، وأداة فعّالة في مكافحة الأمية وبناء مجتمع واعي ومتعلم، كما أعرب عن تقديره الكبير للمعلمين والمعلمات وشركاء العملية التربوية، مثمناً جهودهم في تهيئة البيئة التعليمية رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
من جانبه، أكد اللواء معتز أحمد محمد عبدالله كديرو، ممثل لجنة أمن الولاية، أن السلطات وضعت خطة أمنية متكاملة لضمان سير الامتحانات في أجواء مستقرة وآمنة، وأوضح أن الخطة تسير على نهج تأمين الامتحانات السابقة (الابتدائية والثانوية)، مضيفاً أن جميع الأجهزة الأمنية مستنفرة لحماية المراكز وتوفير الظروف الملائمة للطلاب والمراقبين على حد سواء.
وفي السياق ذاته، أعلنت وزيرة التربية والتوجيه، فاطمة قمر إسماعيل، أن الوزارة استكملت كافة الترتيبات الفنية والإدارية المتعلقة بالامتحانات، مشيرة إلى أن الامتحانات تُجرى هذا العام في جميع محليات الولاية، وسط التزام واضح من قبل الكوادر التعليمية والمجالس التربوية، وأشادت الوزيرة بدور المعلمين في تنفيذ المناهج وتوفير الدعم النفسي والتربوي للطلاب، مؤكدة حرص الوزارة على إنجاح الامتحانات ضمن الجدول الزمني المحدد لها، بما يعزز الثقة في المؤسسات التعليمية ويعيد الأمل لأسر الطلاب.
من جهته، أفاد مدير المرحلة المتوسطة، الأستاذ علي الرحيمة، أن عدد الطلاب الجالسين لامتحانات هذا العام بلغ (5557) طالباً وطالبة، موزعين على (32) مركزاً في مختلف محليات الولاية. وأعرب عن أمله في أن تسير الامتحانات بسلاسة، متمنياً التوفيق والنجاح لجميع الطلاب.
وتأتي عودة امتحانات المرحلة المتوسطة في السودان ضمن مسار الإصلاحات التعليمية التي تهدف إلى إعادة الهيكلة التدريجية للنظام التربوي، بعد سنوات من التعديلات التي أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط التعليمية، ويُنظر إلى استئناف هذه المرحلة على أنه خطوة إيجابية في سياق إعادة التوازن للنظام التعليمي، وربط الطلاب بمراحلهم الدراسية الطبيعية، وخلق مساحة انتقال سلسة بين المرحلة الابتدائية والثانوية.
