جدل سياسي بعد نفي مالك عقار لقاء قيادات من تحالف “تأسيس” في نيروبي

3 Min Read

نفى نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار إير، صحة التقارير الإعلامية التي تحدثت عن لقاء جمعه بقيادات من تحالف “تأسيس” في العاصمة الكينية نيروبي، من بينهم الهادي إدريس والطاهر حجر.
وأكد عقار، أنه لم يزر نيروبي أو يلتقِ بأي من هذه الشخصيات منذ عام 2023، معتبراً أن ما تم تداوله “عارٍ تماماً من الصحة”.

وكانت بعض المواقع الإخبارية، قد نشرت أن لقاءً سياسياً جمع الأطراف المذكورة في نيروبي لبحث ترتيبات محتملة لمسار السلام في السودان، ما أثار تفاعلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية.

الصحفي محمد المبروك نقل عن الأكاديمي والسياسي السوداني الواثق كمير أنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع مالك عقار، الذي نفى بشكل قاطع وجود أي تواصل أو لقاءات مع قيادات من تحالف “تأسيس”.
وقال عقار: “لم أزر نيروبي بتاتاً، ولم ألتقِ أحداً من هذه الأسماء أو أراسلهم منذ عام 2023.”
وأشار كمير إلى أن الغرض من هذا التوضيح هو منع تأويلات سياسية مغلوطة قد تُستغل في ظل حالة الاستقطاب والانقسام الحاد التي تشهدها الساحة السودانية، مؤكداً أن تداول معلومات غير دقيقة قد يؤدي إلى تشويش مسارات الحوار والتسوية السياسية.

أوضح كمير أن مناخ الساحة السياسية السودانية، الذي يتسم بكثرة الحديث عن “التفاوض” و”الحوار الوطني”، جعل من السهل انتشار شائعات حول لقاءات سرية بين أطراف الحكومة وتحالفات المعارضة مثل “صمود” و”تأسيس”.
وأضاف أن مسؤوليته الأخلاقية والسياسية تحتم عليه تصحيح المعلومات الخاطئة لتفادي تشكيل مواقف سياسية على أساس أخبار غير مؤكدة.

وفي سياق الجدل، تناولت الصحفية رشان أوشي القضية في مقال رأي، معتبرة أن ما يُثار ضد مالك عقار يرتبط بـتمسكه ببنود اتفاق جوبا للسلام، وتنفيذه للترتيبات الأمنية ودمج قواته في الجيش السوداني بشكل طوعي.
وأشارت إلى أن عقار لم ينخرط في تحركات سياسية أو لقاءات سرية، بل التزم بموقف واضح وهادئ، معتبرة أن ذلك جعله عرضة لانتقادات من بعض الأطراف السياسية والإعلامية.

وترى أوشي أن المشهد السياسي السوداني بات يميل إلى الأصوات الحادة والمواقف المتقلبة، في حين أن الشخصيات التي تتسم بالهدوء والاتزان – مثل عقار – تواجه حملات تشويه أو تشكيك.
ويرى محللون أن الجدل الدائر حول هذه الواقعة يعكس حالة الانقسام السياسي العميق في السودان، وتراجع منسوب الثقة بين القوى المدنية والعسكرية، ما قد ينعكس على مستقبل الحوار الوطني ومسار التسوية السياسية.

Share This Article