دفعت القوات المسلحة السودانية بتعزيزات دفاعية جديدة في الأجزاء الجنوبية من مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، في إطار الاستعدادات الجارية لمواجهة أي تطورات ميدانية محتملة في محيط المدينة، وتأتي هذه التحركات العسكرية في ظل التوترات المستمرة في الإقليم، مع تصاعد المخاوف من تجدد المواجهات في المناطق الواقعة على خطوط التماس بين القوات المتنازعة.
تُعد مدينة الأبيض من أهم المدن الإستراتيجية في وسط السودان، نظرًا لموقعها الجغرافي الذي يربط بين عدة ولايات، ولأهميتها الإدارية والاقتصادية، وتولي القوات الحكومية أهمية بالغة لتأمين المدينة، خصوصًا في ظل تزايد التحركات العسكرية في المناطق المحيطة، في المقابل، تتواجد قوات أخرى في منطقة أم صميمة، التي تُعد من النقاط الحيوية لكونها تشكّل ممرًا بريًا يربط بين شمال وغرب كردفان، ويُنظر إلى هذه المنطقة على أنها ذات أهمية تكتيكية لأي طرف يسعى للسيطرة أو التوسع في غرب البلاد.
ويشير المشهد الميداني إلى حالة من الاستعداد والتحسب لأي هجمات محتملة، وسط استمرار التعزيزات العسكرية على أطراف المدينة، كما تسعى القوات المنتشرة إلى تأمين الطرق والمداخل الجنوبية، والحفاظ على الاستقرار في المناطق المأهولة بالسكان.
في ظل هذه التحركات، تزداد المخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية إذا ما اندلعت مواجهات في المناطق القريبة من مدينة الأبيض، التي تستضيف أعدادًا كبيرة من النازحين من ولايات مجاورة تشهد نزاعات منذ اندلاع الحرب في البلاد، وتشير تقارير إلى أن أي تصعيد في هذه المناطق قد يُهدد حركة المساعدات الإنسانية ويزيد من معاناة المدنيين.
