أفادت مصادر متطابقة بأن القوات المسلحة السودانية انسحبت مساء الاثنين من منطقتي كازقيل والرياش في ولاية شمال كردفان، لتعلن قوات الدعم السريع لاحقاً فرض سيطرتها الكاملة على المنطقتين.
فإن الانسحاب شمل كامل القوة العسكرية بما في ذلك وحدات الاستطلاع، في خطوة وصفتها بعض المصادر الموالية للجيش بأنها “تكتيكية”، مشيرة إلى وجود ترتيبات ميدانية لإعادة الانتشار واستعادة السيطرة في وقت لاحق.
مصادر ميدانية أكدت أن قوات الدعم السريع استولت عقب الانسحاب على عدد من المركبات القتالية التابعة للجيش، ما يمثل تحولاً في ميزان القوة داخل شمال كردفان. وتشير المعلومات إلى أن القوات المنسحبة تحركت باتجاه جبل الهشابة جنوب غرب مدينة الأبيض، فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة في محيط كازقيل والرياش.
تتمتع منطقة كازقيل بأهمية استراتيجية كونها تقع على الطريق الرابط بين مدينتي الدبيبات والدلنج جنوب مدينة الأبيض بمحلية شيكان. كما تتميز بمراعٍ طبيعية واسعة، وتشتهر بإنتاج الجبن المضفر وتربية الماشية، ما يمنحها بعداً اقتصادياً وزراعياً إضافياً. السيطرة على هذه المنطقة تعني التحكم في جزء حيوي من الموارد المحلية وخطوط الإمداد.
تطورات شمال كردفان تأتي في إطار نزاع متواصل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الذي امتد منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 إلى عدة ولايات، أبرزها دارفور وشمال كردفان. وبعد أن تمكن الجيش من استعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم، انتقلت المواجهات بشكل متزايد إلى الأطراف والمناطق الريفية، خاصة تلك التي تمتلك أهمية زراعية أو موقعاً استراتيجياً.
وتسببت المعارك في موجات نزوح واسعة بين المدنيين، إلى جانب خسائر بشرية ومادية متزايدة، بينما يبقى المشهد مفتوحاً على جولات جديدة من التصعيد العسكري.