أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه العميق إزاء التصعيد العسكري المتواصل الذي تنفذه قوات الدعم السريع ضد مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، مؤكداً أن المدينة تعيش حصاراً خانقاً منذ أكثر من 500 يوم، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية لمئات الآلاف من المدنيين.
ووفق بيان صادر عن المتحدث باسم الأمين العام يوم الجمعة، شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيداً خطيراً تمثل في قصف شبه يومي وتوغلات متكررة داخل مخيم أبو شوك للنازحين، الذي كان قد أُعلن عن تفشي المجاعة فيه في ديسمبر الماضي. وأوضح البيان أن الأمم المتحدة وثّقت منذ 11 أغسطس مقتل 125 مدنياً على الأقل، بينهم ضحايا أُعدموا ميدانياً، مرجحة أن العدد الحقيقي للضحايا أكبر بكثير.
غوتيريش أبدى مخاوف من وقوع انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، مشيراً إلى أن بعض هذه الانتهاكات تحمل طابعاً قبلياً يزيد من تعقيد الوضع. كما لفت إلى أن الأمم المتحدة كانت قد خزّنت مساعدات إنسانية في مناطق قريبة من الفاشر، إلا أن محاولات إيصالها تعرقلت بسبب استمرار الهجمات على فرق الإغاثة واستهداف الأصول الإنسانية في شمال دارفور خلال الأشهر الماضية.
في ضوء هذه التطورات، دعا الأمين العام إلى وقف فوري لإطلاق النار في الفاشر والمناطق المحيطة، مع اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات بشكل آمن ودائم. كما شدد على ضرورة السماح للمدنيين الراغبين في مغادرة المدينة بالقيام بذلك بشكل طوعي وآمن.
وأشار البيان إلى أن المبعوث الشخصي للأمين العام، رمطان لعمامرة، يواصل اتصالاته مع الأطراف المتحاربة، مؤكداً استعداده لدعم أي مبادرة جادة تهدف إلى وقف العنف وإطلاق عملية سياسية شاملة تتماشى مع تطلعات الشعب السوداني نحو السلام والاستقرار.