شهدت العاصمة السودانية تصعيداً عسكرياً جديداً فجر الأربعاء، مع سلسلة غارات نفذتها طائرات مسيّرة استهدفت مناطق متفرقة في أم درمان والخرطوم بحري، ما أدى إلى انفجارات قوية وحالة من الذعر بين السكان. وتأتي هذه التطورات في إطار تصاعد المواجهات المسلحة التي تشهدها العاصمة منذ أسابيع، وسط تحذيرات من اتساع رقعة القصف داخل المناطق المأهولة.
ووفقاً لمصادر محلية، تواصلت أصوات الانفجارات في أم درمان منذ الساعات الأولى من الصباح، في مشهد بات متكرراً لليوم الثاني على التوالي. وأفاد شهود عيان بأن عشرات الطائرات المسيّرة حلّقت فوق سماء أم درمان والخرطوم بحري، مستهدفة مواقع يُعتقد أنها عسكرية وأخرى قريبة من مناطق سكنية، ما أدى إلى انفجارات عنيفة سُمعت في شمال أم درمان وعدة أحياء شرقي العاصمة.
وأضاف الشهود أن الغارات استمرت لما يقارب ثلاث ساعات قبل أن يعود الهدوء تدريجياً، فيما لا تزال طائرات الاستطلاع تحلّق على ارتفاع منخفض في بعض مناطق العاصمة. ولم تصدر بعد بيانات رسمية توضح حصيلة الخسائر أو الجهة التي نفذت الهجمات.
في المقابل، أطلقت وحدات الدفاع الجوي التابعة للجيش السوداني نيران المضادات الأرضية بشكل مكثف لاعتراض الطائرات المسيّرة، وسط سماع دوي الاشتباكات الجوية المتقطعة في سماء العاصمة.
وأكدت مصادر عسكرية أن القوات كثّفت انتشارها الدفاعي في محيط أم درمان وبعض المواقع الاستراتيجية في الخرطوم، بهدف التصدي للهجمات الجوية التي وُصفت بأنها “الأعنف منذ أسابيع”.
تسببت الغارات في انقطاع التيار الكهربائي عن بعض الأحياء، وتعليق حركة السير في الطرق المؤدية إلى وسط المدينة، في وقت التزم فيه السكان منازلهم وسط مخاوف من تجدد القصف.
وقال أحد سكان بحري إن “الأصوات كانت متواصلة منذ الفجر، والانفجارات هزّت النوافذ والجدران، قبل أن يعود الهدوء بحلول الصباح”.
وبحسب شهود العيان، عاد الهدوء الحذر إلى العاصمة بعد توقف الغارات، فيما تواصل القوات الأمنية تمشيط المناطق المستهدفة. وتشير المعلومات الأولية إلى أن الهجمات استهدفت مواقع يُعتقد أنها تابعة لقوات الدعم السريع في أطراف أم درمان، ضمن سلسلة من العمليات الجوية التي تصاعدت في الأيام الأخيرة.
ويأتي هذا التصعيد في وقتٍ تشهد فيه الخرطوم واحدة من أكثر المراحل الأمنية توتراً منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، حيث باتت الطائرات المسيّرة سلاحاً رئيسياً في المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما يزيد من المخاوف على سلامة المدنيين والبنية التحتية الحيوية للعاصمة.