تحالف “صمود” يطرح رؤية ثلاثية لإنهاء الحرب في السودان

3 Min Read

في تحرك جديد يهدف إلى إعادة صياغة المسار السياسي في السودان، قدم تحالف “صمود”، الممثل للتيار المدني الديمقراطي لقوى الثورة، رؤية شاملة من ثلاثة مسارات مترابطة لإنهاء الحرب وبناء سلام دائم، وذلك خلال لقاء تشاوري مع فريق الوساطة الرباعية الذي يضم الاتحاد الأفريقي، الإيقاد، الأمم المتحدة، والجامعة العربية.

اللقاء، الذي جرى بدعوة رسمية من الوساطة، ناقش سبل إطلاق عملية سياسية ذات مصداقية تقودها أطراف سودانية، وتعمل على وقف الحرب ومعالجة جذور الأزمة الوطنية.

طرح وفد “صمود” تصورًا يقوم على ثلاثة محاور رئيسية:

  1. المسار الإنساني: لضمان وصول المساعدات إلى المتضررين في جميع مناطق السودان دون عوائق.
  2. وقف إطلاق النار: كخطوة أساسية لتهيئة المناخ للحوار.
  3. الحوار السياسي: لمعالجة جذور الصراع وبناء عملية انتقال سياسي جديدة تقودها الإرادة الوطنية.

وأكد الوفد أن هذه المسارات يجب أن تُدار بقيادة سودانية خالصة، مع توحيد جهود الوساطات الإقليمية والدولية لضمان استقلالية وفعالية العملية السياسية، بعيداً عن تضارب المبادرات.

في بيان صدر يوم الخميس، شدد التحالف على ضرورة البناء على خارطة الطريق التي طرحتها دول الرباعية في 12 سبتمبر، معتبراً أنها تمثل منطلقًا عمليًا لتسوية شاملة.
وأوضح البيان أن الخارطة – التي تبنتها الولايات المتحدة والإمارات والسعودية ومصر – دعت إلى وقف إطلاق نار شامل وهدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، يليها مسار سياسي يمتد لتسعة أشهر لمعالجة الأزمة من جذورها.

وأشار “صمود” إلى أن هذه الخطة يمكن تطويرها عبر آلية تنسيق موسعة تشمل القوى المدنية والمجتمعية، بما يضمن توحيد الجهود الوطنية والدولية نحو تحقيق سلام دائم.

وضمن رؤيته، شدد التحالف على أهمية تنفيذ حزمة من الإجراءات التمهيدية قبل الدخول في أي مفاوضات سياسية، أبرزها:

  • إعلان هدنة إنسانية شاملة تغطي جميع أنحاء البلاد.
  • تسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون قيود أو استهداف.
  • إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين من الطرفين.
  • إلغاء القوانين والمراسيم المقيدة للحريات.
    كما اقترح “صمود” تشكيل لجنة تحضيرية وطنية تتولى تحديد القضايا والأطراف المشاركة في الحوار، وتضمن شمول العملية وعدالتها وتمثيلها الحقيقي لكل المكونات السودانية.

أكد تحالف “صمود” التزامه بمواصلة التفاعل مع الفاعلين المحليين والدوليين لدعم جهود وقف الحرب وإنهائها عبر عملية سياسية ذات مصداقية وملكية سودانية.
وأشار إلى أن هذه العملية يجب أن تكون قادرة على معالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة، والوقوف على الأسباب البنيوية للصراع، من أجل بناء سلام واستقرار دائمين في السودان.

يأتي هذا التحرك في ظل الحرب المدمّرة المستمرة منذ منتصف أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي تسببت في انهيار واسع للبنية التحتية ونزوح الملايين داخل البلاد وخارجها، خاصة في دارفور وكردفان والخرطوم.
ويرى مراقبون أن رؤية “صمود” الثلاثية قد تمثل أحد أكثر المقترحات المدنية توازناً لإنهاء الحرب، وإعادة توجيه العملية السياسية نحو حل سوداني خالص يحظى بقبول شعبي ودولي في آن واحد.

Share This Article