يواصل تحالف “صمود” جهوده السياسية في إطار السعي لإيجاد حلول لإنهاء النزاع الدائر في السودان، حيث أعلن عن عقد اجتماعات جديدة مع وفد مشترك من الاتحاد الإفريقي والإيقاد، ضمن جولة تشاورية تهدف إلى التحضير لإطلاق عملية سياسية وحوار سوداني ـ سوداني شامل.
وخلال اللقاء، قدّم تحالف “صمود” رؤيته لوقف الحرب، مؤكداً أن أي عملية سياسية ناجحة تتطلب حياداً كاملاً من المؤسسات الإقليمية والدولية، بعيداً عن الانحياز لأي طرف. وأشار بيان التحالف إلى أن النقاش كان مستفيضاً وشفافاً، وتناول بصورة مباشرة سبل التمهيد لعملية سياسية تضع حداً للاقتتال وتفتح الطريق أمام سلام مستدام.
ويأتي الاجتماع في سياق تحركات يقوم بها الاتحاد الإفريقي والإيقاد لعقد مشاورات مع مختلف الأطراف السودانية، في محاولة للوصول إلى أرضية مشتركة تُفضي إلى حوار سياسي جامع. ويرى مراقبون أن هذه الجهود تعكس حرص المؤسستين الإقليميتين على لعب دور محوري في تقريب وجهات النظر، رغم التحديات الكبيرة التي تعترض طريق العملية السلمية.
ويؤكد محللون أن نجاح هذه الجولة يعتمد على قدرة الفاعلين السودانيين على إعلاء مصلحة البلاد فوق الانقسامات، والاتفاق على خارطة طريق توقف الحرب وتعيد بناء الثقة بين المكونات السياسية والعسكرية. كما يشيرون إلى أن إطلاق حوار داخلي شامل برعاية إقليمية سيكون خطوة أساسية نحو إعادة الاستقرار، لكنه يظل مرهوناً بمدى استعداد الأطراف للقبول بتسويات صعبة وتنازلات متبادلة.
ويرى متابعون أن إشراك تحالف “صمود” في مثل هذه اللقاءات يمثل إضافة جديدة لمسار البحث عن السلام، خاصة وأن التحالف يضم قوى مدنية مؤثرة تسعى لإبراز صوت مختلف عن طرفي الصراع العسكري. غير أن مستقبل العملية السياسية يبقى رهيناً بقدرة الاتحاد الإفريقي والإيقاد على إدارة حوار متوازن يضمن مشاركة جميع الأطراف، دون إقصاء، وصولاً إلى اتفاق شامل يُعيد للسودان استقراره.