في ظل الانقسام السياسي الحاد وتعدد مراكز القرار داخل السودان، أبدت بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة تحفظها على قرار حكومة “تأسيس” بتعيين مندوب جديد للبلاد في المنظمة الدولية. وأكدت أن الأمم المتحدة ما زالت تتعامل حصراً مع الحكومة التي يقودها الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي.
وكان رئيس الوزراء في الحكومة المدعومة من تحالف “تأسيس”، محمد الحسن عثمان التعايشي، قد أصدر القرار رقم (1) لسنة 2025، بتعيين الدكتور قوني مصطفى أبوبكر شريف ممثلاً دائماً لجمهورية السودان لدى الأمم المتحدة. القرار استند إلى المادة (73) الفقرة (ب) من الدستور الانتقالي لسنة 2025، مع توجيه الجهات المختصة بتنفيذه بشكل فوري.
من جانبه، أوضح الوزير المفوض ببعثة السودان لدى الأمم المتحدة، عمار محمود، أن المنظمة الدولية لا تعترف سوى بالحكومة الرسمية التي يمثلها البرهان، والدكتور كامل إدريس رئيساً للوزراء، إلى جانب وزير الخارجية السفير عمر محمد أحمد صديق، والمندوب الدائم الحالي السفير الحارث إدريس.
الأمم المتحدة بدورها سبق أن أكدت عبر أجهزتها، بما في ذلك مجلس الأمن والأمين العام، التزامها بالتعامل مع السلطات المعترف بها دولياً، ورفضها الاعتراف بالحكومة الموازية التي أعلنتها قوات الدعم السريع.
أما عن الدكتور قوني مصطفى، فهو شخصية سودانية ذات خبرة تمتد لأكثر من 25 عاماً في مجالات التنمية والتخطيط والإدارة. وُلد في ولاية شمال كردفان، ودرس إدارة الأعمال بجامعة السودان (1980-1984). شغل عدة مناصب تنفيذية وأكاديمية، منها نائب مدير مشروع سبل العيش المستدامة التابع للبنك الدولي في السودان (2021-2022)، ومدير بناء القدرات في بنك عمان الدولي (1990-1997). كما عمل بالتدريس في جامعات أمريكية وشارك في مبادرات لبناء السلام محلياً ودولياً.
ورغم خلفيته الأكاديمية والمهنية، يبقى قرار تعيينه في منصب المندوب الدائم محل جدل، في ظل موقف الأمم المتحدة الرافض للاعتراف بحكومة “تأسيس”. وهو ما يعكس استمرار الانقسام السياسي والمؤسسي في السودان، وتأثيره المباشر على تمثيل البلاد في المحافل الدولية.