برنامج الأغذية العالمي: انخفاض حاد في وصول المساعدات إلى الجوعى في السودان خلال يونيو وسط تصاعد الأزمة الإنسانية

4 Min Read

كشف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عن تراجع مقلق في مستوى إيصال المساعدات الإنسانية إلى السودانيين خلال شهر يونيو الماضي، مقارنة بما تم تحقيقه في مايو، في ظل تصاعد حدة النزاع المسلح، وشح التمويل الدولي، وتدهور الأوضاع الميدانية في عدة ولايات سودانية.

ووفقاً لتقرير جديد صدر عن البرنامج، فإن عدد السودانيين الذين تلقوا مساعدات غذائية خلال يونيو بلغ 3.6 مليون شخص فقط، مقارنة بـ 5.1 مليون شخص في مايو، وهو انخفاض كبير يعكس اتساع الفجوة بين الاحتياجات الإنسانية والقدرة الفعلية على تلبيتها.

ويواجه السودان أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 30.4 مليون شخص، أي نحو 64% من السكان – نصفهم من الأطفال – بحاجة إلى مساعدات إنسانية خلال هذا العام. وعلى الرغم من أن الخطة الأممية كانت تستهدف إغاثة 21 مليون شخص، إلا أن النقص الحاد في التمويل أجبر الوكالات على تقليص المستهدف إلى 17.3 مليون فقط.

وأرجع البرنامج هذا التراجع في الوصول الإنساني إلى عدة عوامل، أبرزها:

  • نقص التمويل الحاد الذي أعاق توسيع خطط التوزيع.
  • القيود البيروقراطية، بما فيها انخفاض تصاريح مفوضية العون الإنساني.
  • تصاعد النزاع في ولايات كردفان.
  • هطول الأمطار الموسمية التي حدّت من القدرة التشغيلية في الميدان.

وقد تم توزيع المساعدات على النحو التالي:

  • 1.6 مليون شخص في إقليم دارفور.
  • 695 ألفاً في الخرطوم وولاية الجزيرة.
  • 175 ألفاً في ولايات كردفان.
  • والبقية موزّعون على مناطق متفرقة في السودان.

أفاد التقرير بأن البرنامج قدّم دعماً غذائياً خاصاً لحالات سوء التغذية الحاد، شمل نحو 236 ألف شخص، إضافة إلى توفير وجبات مدرسية لـ 11 ألف طالب فقط، وهو رقم ضئيل مقارنة بعدد الأطفال المتأثرين.

ضمن جهود طويلة الأمد، أطلق البرنامج أنشطة “ثبات” لتعزيز الصمود، مستهدفاً 84 ألف شخص بمنح نقدية ومدخلات زراعية، تشمل بذور الذرة والخضروات وشتول الفواكه والأسمدة، بدعم من البنك الدولي، ويستهدف هذا البرنامج:

  • 80 ألف مزارع صغير.
  • 80 مؤسسة صغيرة.
  • 16 جمعية تعاونية تعمل في سلاسل إنتاج القمح والذرة.

كما أطلق البرنامج المرحلة الثانية من مشروع القمح الطارئ، بتمويل من البنك الإفريقي للتنمية، لدعم إنتاج القمح في ولايات الجزيرة، ونهر النيل، والشمالية، ومشروع حلفا الجديدة، حتى عام 2028، وكانت المرحلة الأولى من المشروع قد وزّعت 17 ألف طن متري من بذور القمح، و42 ألف طن من الأسمدة على أكثر من 303 آلاف مزارع صغير.

في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، حيث يعيش 300 ألف مدني تحت الحصار منذ أبريل 2024، وسّع البرنامج نطاق التحويلات النقدية لتصل إلى 256 ألف شخص في يونيو، رغم التحديات الأمنية التي تعيق إيصال الإمدادات.

وتفرض قوات الدعم السريع حصاراً خانقاً على المدينة، مانعة وصول الغذاء والدواء، حيث شيدت خنادق عميقة حول الفاشر لمنع حركة الإمداد، وسط تحذيرات من انهيار الوضع المعيشي الكامل، بحسب تصريح والي الولاية، الحافظ بخيت.

لمواجهة الأزمة، افتتح البرنامج مراكز تخزين إنسانية في:

  • نيالا (جنوب دارفور) بسعة 1,645 متر مكعب.
  • طويلة (شمال دارفور) بسعة 320 متر مكعب.
  • مع خطة لافتتاح مراكز إضافية في الجنينة (غرب دارفور) قريباً.

تقرير البرنامج أطلق تحذيراً صريحاً بشأن تفاقم الوضع في إقليم دارفور، حيث يعاني ملايين السكان من سوء تغذية حاد ووخيم، وتشير البيانات إلى أن نسبة الأطفال الذين يتلقون علاجاً من سوء التغذية الحاد بلغت 46%، بينما تجاوزت النسب الحرجة التي حددتها منظمة الصحة العالمية في 9 من أصل 13 محلية بدارفور، مما يضع الإقليم في مقدمة المناطق المهددة بكارثة إنسانية إذا لم تُتخذ خطوات عاجلة.

في ختام تقريره، دعا برنامج الأغذية العالمي إلى توفير تمويل عاجل بقيمة 646 مليون دولار لتغطية احتياجات السودان من أغسطس 2025 حتى يناير 2026، مشيراً إلى أن استمرار تراجع الدعم المالي سيؤدي إلى انهيار قدرات الاستجابة وتفاقم الأزمة إلى مستويات كارثية.

Share This Article