انشقاق داخل حزب المؤتمر السوداني وتأسيس كيان سياسي جديد

2 Min Read

شهد حزب المؤتمر السوداني، أحد أبرز الأحزاب السياسية في البلاد، انشقاقًا داخليًا، أعلن على إثره عدد من أعضائه البارزين تأسيس حزب سياسي جديد، في خطوة اعتُبرت مؤشرًا على تصاعد التباينات داخل صفوف الحزب بشأن قضايا المرحلة الانتقالية وتقييم الموقف من الحرب الدائرة في البلاد. وبحسب بيان صادر عن المجموعة المنشقة، فإن الحزب الجديد يهدف إلى “بناء مشروع سياسي يستجيب لطموحات السودانيين في الديمقراطية والعدالة، بعيدًا عن حالة التردد والمساومة التي وسمت مواقف بعض القوى السياسية خلال الفترة الماضية”، دون أن يسمي صراحة قيادة المؤتمر السوداني، لكنه وجه انتقادات مبطنة لـ”الابتعاد عن خط الشارع والمقاومة”.

مصادر مطلعة داخل الحزب أشارت إلى أن الخلافات تفجرت بشكل واضح حول موقف الحزب من الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتحالفات التي نشأت على ضوء الصراع، حيث فضّل جناح من القيادات تبني مواقف أكثر حيادية، فيما تمسكت المجموعة المنشقة بضرورة اتخاذ موقف سياسي واضح ضد عسكرة السلطة و”الوقوف إلى جانب قوى الثورة”. وتُعد هذه الخطوة أول انقسام تنظيمي واسع داخل الحزب منذ سقوط نظام البشير في 2019، ما يعكس حالة الاستقطاب السياسي المتزايد في المشهد السوداني، خاصة بعد إعلان تشكيل حكومة موازية من قبل تحالف “تأسيس”.

ورغم إعلان الانفصال وتأسيس كيان جديد، لم تُعلن بعد الاسم الرسمي أو القيادة التأسيسية للحزب، واكتفى بيان المجموعة بالإشارة إلى أن “الخطوات التنظيمية ستُستكمل خلال الأيام القادمة”، ودعت “كافة القوى الشبابية والمهنية المؤمنة بالتغيير الحقيقي” إلى الانضمام لهذا المشروع الجديد.

من جانبه، لم يُصدر حزب المؤتمر السوداني حتى لحظة النشر بيانًا رسميًا بشأن الانقسام، إلا أن بعض القيادات البارزة عبّرت عن أسفها لما حدث، داعية إلى “الحوار الداخلي بدل الانقسام”، فيما يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تؤثر على تماسك قوى الحرية والتغيير في حال اتسعت دائرة الانشقاقات.

Share This Article