أكد حاكم إقليم دارفور (الموازي) وعضو المجلس الرئاسي لتحالف “تأسيس”، الدكتور الهادي إدريس، أن التحالف أقر وثيقتين أساسيتين حسمتا قضايا محورية في مستقبل السودان، على رأسها علاقة الدين بالدولة وتأسيس جيش وطني مهني موحد.
وأوضح إدريس في خطابه أن التحالف اتفق على حل الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني، واعتماد مبادئ فوق دستورية لا يجوز تجاوزها مستقبلاً. وأشار إلى أن هذه المبادئ ستشكّل المرجعية لأي تفاوض سياسي أو اجتماعي، وهي التي تحدد الانخراط أو الابتعاد عن أي مبادرة للحل الشامل.
وشدد إدريس على أن دارفور لن تُحكم مرة أخرى من الخرطوم أو بورتسودان، مؤكداً أن شعب الإقليم لن يقبل بفرض سلطة العسكر أو الحركة الإسلامية عليه. ودعا إلى بناء نظام سياسي جديد يقوم على الحرية، المواطنة، والتعايش، بحيث يكون صوت المواطن هو المرجعية الأولى.
واعتبر إدريس أن تشكيل حكومة إقليم دارفور يمثل بداية مرحلة سياسية جديدة تستند إلى قيم واضحة، وتهدف إلى إنهاء الحروب التي أنهكت الإقليم والسودان عموماً. وأكد أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود جماعية لإرساء السلام وبناء نظام أكثر عدلاً واستقراراً.
وفي رسالته لأبناء دارفور، أشار إدريس إلى أن الأزمة الوطنية لم تبدأ في 15 أبريل 2023، بل هي نتاج تراكمات عقود من الحكم القائم على احتكار السلطة والثروة وغياب العدالة في التوزيع والمشاركة. وأضاف أن السودان القديم تأسس على الإقصاء والتهميش والعنف، ما أدى إلى اندلاع الحروب، تفاقم الصراعات الداخلية، واستفحال الفقر.
وبذلك، شدد إدريس على أن تجاوز هذه المرحلة يتطلب تحولاً جذرياً في بنية الدولة، يقوم على مبادئ المواطنة والعدالة والتوزيع المنصف للثروة والسلطة.