حسم المجلس الاستشاري للطب العدلي بوزارة الصحة الاتحادية الجدل الدائر خلال الأيام الماضية حول مزاعم وجود تلوث كيميائي أو إشعاعي في العاصمة السودانية الخرطوم. أكد المجلس أن الخرطوم لا تواجه أي تهديدات بيئية أو صحية غير اعتيادية، وأن نتائج الفحوصات العلمية الموثوقة أثبتت سلامة الأوضاع.
المجلس أوضح أن فرقًا متخصصة أجرت قياسات ميدانية باستخدام أجهزة كشف معتمدة من منظمات دولية مرموقة، بينها الهيئة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وأظهرت النتائج أن مستويات الإشعاع في العاصمة طبيعية تمامًا، ولم يتم العثور على أي مخلفات كيميائية أو غازات سامة في المواقع التي شملتها الفحوصات.
إلى جانب ذلك، أكد نظام الترصد المرضي القومي أنه لم تُسجل حالات وفاة جماعية أو أعراض سريرية متشابهة تشير إلى تسمم كيميائي. كما بيّنت تقارير الطب العدلي أن الوفيات المسجلة خلال الفترة الماضية تعود إلى أسباب وبائية أو طبيعية، مثل الأمراض المنتشرة، ولا علاقة لها باستخدام أسلحة أو مواد كيميائية أو إشعاعية.
وشدد المجلس على أن أغلب الشكاوى الصحية التي يعاني منها المواطنون مرتبطة بانتشار أمراض مثل الكوليرا، الملاريا، وحمى الضنك، إضافة إلى الآثار الناتجة عن الحرائق وانبعاثات الكربون. وأكد أن هذه التحديات الصحية ليست مرتبطة بتلوث إشعاعي أو كيميائي كما تردد.
وزارة الصحة بدورها أعلنت استمرارها في عمليات الرصد البيئي والصحي بشكل دوري في جميع محليات الخرطوم، مع تعزيز قدرات أنظمة المراقبة الطبية والعدلية، بما يضمن سرعة الاستجابة لأي طارئ محتمل وحماية الصحة العامة للسكان.
ويأتي هذا البيان ليمثل رسالة طمأنة للمواطنين، خاصة بعد تصاعد المخاوف على منصات التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية، حيث ترددت شائعات حول وجود مخاطر بيئية تهدد الحياة في العاصمة. غير أن نتائج الفحوصات العلمية الرسمية وضعت حدًا لهذه المخاوف، مؤكدة أن التحديات الصحية في الخرطوم مرتبطة أساسًا بالوبائيات وظروف الحرب المستمرة، وليست ناجمة عن أي ملوثات كيميائية أو إشعاعية.