المتحدثة السابقة باسم الخارجية الأمريكية: أزمة السودان أصبحت تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الأمريكي

3 Min Read

حذّرت هيذر نويرت، المتحدثة السابقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ووكيلة الوزارة السابقة للدبلوماسية العامة، من أن الأزمة السودانية لم تعد إنسانية فقط، بل تحوّلت إلى خطر استراتيجي يهدد الأمن القومي الأمريكي ويؤثر على استقرار البحر الأحمر والقرن الأفريقي.
وأوضحت نويرت أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت قد أمرت بمراجعة شاملة لاستثمارات واشنطن في برامج المساعدات الخارجية، لضمان توافقها مع المصالح الوطنية الأمريكية، معتبرة أن المساعدات الإنسانية يمكن أن تكون أداة دفاعية فعالة ضد الفوضى والتطرف وعدم الاستقرار.

سلّطت نويرت الضوء على الدمار الواسع الذي خلّفته الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المستمرة منذ أكثر من عامين، مشيرة إلى أن عدد القتلى تجاوز 150 ألف شخص، فيما شهد السودان أكبر موجة نزوح في العالم، بأكثر من 12 مليون نازح وفقًا لتقارير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وأضافت أن “كل نازح يمثل مأساة إنسانية تمتد خارج الحدود”، وأن هذا النزوح الجماعي يعزز هشاشة الإقليم ويزيد من خطر تمدد الجماعات المتطرفة، ما يجعل الأزمة السودانية تهديدًا مباشرًا للاستقرار الإقليمي والدولي.

حذّرت نويرت من أن السودان يقف على أعتاب أزمة جوع تاريخية، مع أكثر من 25 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي.
وقالت إن “أطفالًا في بعض المناطق باتوا يتناولون علف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة”، مضيفة أن استمرار الحرب سيولّد موجات هجرة جديدة نحو أوروبا وشمال إفريقيا، ويمنح التنظيمات الإرهابية “مساحة للتمدد” — وهو ما يمثل تهديدًا مباشرًا للمصالح الأمنية الأمريكية.

تناولت نويرت الوضع المأساوي في مدينة الفاشر، التي وصفتها بأنها “إحدى أكثر جبهات الحرب اشتعالًا”، مشيرة إلى أن الحصار والقصف المستمرين تسببا في نزوح مئات الآلاف، وأن استمرار العنف قد يؤدي إلى امتداد الصراع إلى دول الجوار، مما يخلق بيئة مثالية “للتطرف والتهريب وتهديد الملاحة في البحر الأحمر”.

أشادت نويرت بـ جهود الرئيس ترامب لمحاولة إنهاء الحرب السودانية من خلال التنسيق مع الدول المجاورة، وتفعيل الآلية الرباعية (السعودية، مصر، الإمارات، الولايات المتحدة)، مؤكدة أن هذه التحركات كانت تهدف إلى ضمان إيصال المساعدات إلى الفاشر، ومنع تفكك السودان بشكل كامل.
ورأت أن هذه الخطوات تمثل “إدراكًا أمريكيًا متزايدًا بأن الانهيار في السودان سيكون له تداعيات تتجاوز إفريقيا إلى الأمن العالمي.”

أكدت نويرت أن السودان يشكل حلقة محورية في أمن البحر الأحمر، وهو ممر تجاري حيوي يربط آسيا بأوروبا.
وحذرت من أن النفوذ الروسي والصيني المتزايد في إفريقيا، إلى جانب تمدد الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والقرن الأفريقي، يشكل تحديًا مباشرًا للوجود الأمريكي.
وأشارت إلى أن قاعدة ليمونييه في جيبوتي تمثل مركزًا رئيسيًا للعمليات الأمريكية ضد الإرهاب، ما يجعل استقرار السودان ضروريًا لحماية تلك المصالح.

اختتمت نويرت مقالها بالتأكيد على أن سياسة “أمريكا أولًا” لا تعني الانعزال عن العالم، بل الاستثمار الذكي في الاستقرار العالمي الذي يخدم المصالح الأمريكية.
وقالت:

“حين تستثمر واشنطن في منع المجاعات والنزاعات، فهي لا تمارس العمل الخيري، بل تحمي أمنها القومي من مسافة آلاف الأميال.”

وأكدت أن القيادة الأمريكية القوية قادرة على إحداث فرق إذا ما استخدمت أدواتها الدبلوماسية والإنسانية والعسكرية بطريقة منسقة وفعالة.

Share This Article