تشهد مناطق واسعة من السودان تفشيًا متسارعًا لوباء الكوليرا، حيث أعلنت السلطات الصحية تسجيل 461 حالة إصابة جديدة و13 وفاة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وبهذا يرتفع العدد الإجمالي منذ بداية انتشار المرض إلى 11,733 إصابة، بينها 454 وفاة، ما يسلّط الضوء على أزمة صحية متفاقمة تهدد ملايين السكان في ظل الحرب المستمرة.
تُعد دارفور، وخاصة منطقة جبل مرة والمناطق المحيطة بها، من أكثر المناطق تضررًا، حيث سُجلت آلاف الحالات في نيرتيتي وتور وجلدو وروكيرو وزالنجي وطويلة ونيالا، إضافة إلى مخيمات النازحين. وتتصدر منطقة طويلة قائمة الإصابات في جبل مرة بـ 5,417 حالة و78 وفاة، فيما سجلت قولو 1,329 إصابة و52 وفاة، وركيرو 526 حالة و11 وفاة.
التحديات الميدانية تفاقم الوضع الصحي، مع نقص الإمدادات الطبية وغياب الخدمات الأساسية، إلى جانب تفشي أمراض أخرى مثل الملاريا وسوء التغذية، ما يزيد من هشاشة المجتمعات المحلية.
في جنوب دارفور، تم تسجيل 64 إصابة جديدة و5 وفيات، بينما بلغ العدد التراكمي في مخيم كلمة 457 حالة و64 وفاة، وفي مخيم عطاش 263 إصابة و59 وفاة. كما رُصدت حالات إضافية في مخيمات دريج والسلام.
أما في شرق دارفور، فقد سجلت منطقة خزان جديد 102 حالة و20 وفاة، مما يعكس اتساع رقعة الوباء نحو المزيد من المناطق.
تواصل الكوليرا انتشارها في مدينة زالنجي والمناطق المجاورة، حيث بلغ العدد التراكمي في مخيمي الحميدية والحصاحيصا 111 حالة و6 وفيات، بينما سجلت أزوم غرب زالنجي 114 إصابة ووفاتين. كما أُبلغ عن حالات في مخيم خمسة دقيق وزالنجي وضواحيها، مع استمرار تصاعد الإصابات اليومية.
الوضع الحالي يُوصف بأنه كارثة إنسانية صامتة، في بلد يعاني من آثار الحرب والمجاعة. المنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، حذرت من خطورة استمرار تفشي المرض، مطالبة بزيادة الدعم الطبي والإغاثي، وتسريع التدخلات الوقائية لاحتواء الأزمة ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.