السيول تدمر مئات المنازل وتشرد آلاف الأسر في ولايات السودان

3 Min Read

يشهد السودان فصلاً جديداً من الأزمات الإنسانية مع دخول موسم الخريف، حيث تسببت السيول والأمطار الغزيرة في دمار واسع بعدد من الولايات، بينها نهر النيل والجزيرة والقضارف ووسط دارفور. وجاءت هذه الكارثة الطبيعية في ظل استمرار النزاع المسلح الذي دخل عامه الثالث، ما فاقم من حجم المعاناة التي يعيشها السكان.

وفقاً لتقارير محلية، دمرت السيول بشكل كامل أكثر من 800 منزل، فيما تعرض نحو 4,000 منزل لأضرار جزئية، معظمها مبني بالطين. وأدت هذه الخسائر إلى نزوح مئات الأسر من جديد بعد أن كانت قد نزحت سابقاً بسبب الحرب، ليجد المتضررون أنفسهم مرة أخرى بلا مأوى وفي ظروف إنسانية بالغة الصعوبة.

لم تقتصر الأضرار على المنازل، إذ جرفت السيول الطرق وأغلقت مداخل القرى، ما تسبب في عزل السكان وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية. كما سجلت وفيات لا تقل عن 10 أشخاص في مدن نهر النيل مثل الدامر وشندي وعطبرة، إضافة إلى عشرات الإصابات التي نُقل بعضها إلى مستشفيات تفتقر للتجهيزات الأساسية.

منذ بداية أغسطس، تضررت 21 منطقة بالفيضانات، مع تسجيل أكثر من 130 أسرة متأثرة في الأيام الأولى فقط من الشهر. وخلّفت السيول برك مياه راكدة ساعدت على تفشي الأمراض المنقولة بالمياه، وعلى رأسها الكوليرا. وبحسب بيانات الأمم المتحدة واليونيسف حتى نهاية أغسطس، تجاوز عدد الإصابات بالكوليرا 382 ألف حالة، فيما بلغت الوفيات أكثر من 4,400 شخص.

إلى جانب الأضرار البشرية، طالت السيول الزراعة التي يعتمد عليها ملايين السودانيين كمصدر رئيسي للرزق، خاصة في ولايات الجزيرة والقضارف، ما يهدد موسم الحصاد المقبل ويزيد من مخاطر انعدام الأمن الغذائي. كما تضررت شبكات الكهرباء والمياه في عدد من المناطق، لتضاف إلى أزمات المعيشة اليومية التي يواجهها المواطنون.

تسلط هذه الكارثة الضوء على غياب خطط وطنية فعالة لمواجهة الكوارث الطبيعية، وضعف قدرات المؤسسات الرسمية في الاستجابة السريعة. وتعتمد معظم عمليات الإنقاذ والإغاثة حالياً على جهود المتطوعين والمنظمات الإنسانية، بينما تتزايد الحاجة إلى تدخلات عاجلة تتجاوز المساعدات التقليدية لمواجهة التداعيات الواسعة.

السيول الأخيرة لم تكن مجرد ظاهرة موسمية عابرة، بل حلقة جديدة في سلسلة أزمات إنسانية متراكمة في السودان. ومع استمرار النزاع المسلح وتزايد الضغوط على البنية التحتية والخدمات الأساسية، يبقى خطر تفاقم الأوضاع الإنسانية والغذائية قائماً ما لم يتم اتخاذ تدابير عاجلة وفعالة.

Share This Article