السودان يواجه أسوأ أزمة إنسانية عالمية: نزوح جماعي ومجاعة وتفشي للكوليرا وسط انهيار الخدمات

3 Min Read

يحيي المجتمع الدولي في 19 أغسطس اليوم العالمي للعمل الإنساني تحت شعار “تعزيز التضامن العالمي وتمكين المجتمعات المحلية”، بينما يشهد السودان واحدة من أعقد الأزمات الإنسانية في العالم، حيث تجاوز عدد النازحين داخلياً وخارجياً 12 مليون شخص، ليتحوّل النزاع الدائر منذ أبريل 2023 إلى أكبر أزمة نزوح على مستوى العالم.

  • النزوح: تشير بيانات الأمم المتحدة إلى نزوح 8.6 مليون شخص داخلياً، ولجوء نحو 4 ملايين آخرين إلى دول الجوار.
  • المجاعة: أعلنت لجنة مراجعة المجاعة وجود مجاعة فعلية في مخيم زمزم، إلى جانب خمس مناطق بشمال دارفور منذ ديسمبر 2024، ما يهدد أكثر من 600 ألف شخص.
  • الصحة: أكثر من 70% من المرافق الصحية خرجت عن الخدمة، فيما رُصدت أكثر من 99 ألف إصابة بالكوليرا و2,470 حالة وفاة حتى منتصف 2025.
  • وفق الأمم المتحدة، قُتل أكثر من 120 عاملاً إنسانياً منذ اندلاع الحرب، معظمهم سودانيون.
  • السودان أصبح من أخطر البيئات على العاملين في المجال الإغاثي، حيث تتكرر الاعتداءات والاحتجازات وتعطيل قوافل المساعدات.
  • الهجمات الأخيرة شملت مقتل 9 موظفين في منظمة الإغاثة الدولية بمخيم زمزم في أبريل 2025، إضافة إلى مقتل 5 آخرين في كمين ضد قافلة لبرنامج الأغذية العالمي واليونيسف في يونيو.

رغم القيود الأمنية وصعوبة التمويل، برزت مبادرات أهلية واسعة النطاق:

  • غرف الطوارئ في دارفور والخرطوم وكردفان تولت إدارة التكايا، تنظيم الإجلاء، تشغيل مراكز صحية بديلة، وتوفير مساحات آمنة للنساء والأطفال.
  • مبادرات محلية حولت المدارس إلى مستشفيات مؤقتة، وأُنشئت مطابخ تضامن وفصول تعليمية ارتجالية تقودها المجتمعات والنساء.
  • هذه الجهود الأهلية رُشحت لنيل جائزة نوبل للسلام لعام 2025، كاعتراف بدورها في مواجهة الانهيار المؤسسي.
  • هند الطائف من غرفة طوارئ الخرطوم أشادت بجهود المتطوعين رغم الاعتقالات وسحب المعونات، مؤكدة استمرار المبادرات في تشغيل المطابخ والمراكز الصحية.
  • عرابي أحمد عمر من لجان سنار وصف الجهود بأنها “ملاحم إنسانية”، رغم اعتماد الناس على وجبة بسيطة كالبليلة بسبب نقص الغذاء.
  • مهند عرابي أشار إلى تقدير الاتحاد الأوروبي لعمل غرف الطوارئ السودانية، معتبراً ذلك اعترافاً دولياً بمساهماتهم.

مع دخول الحرب عامها الثالث:

  • تتوسع رقعة المجاعة لتشمل ما يصل إلى 17 موقعاً إضافياً.
  • الموارد الإنسانية المتاحة أقل بكثير من حجم الاحتياجات.
  • النزاع المسلح يستمر في توليد موجات جديدة من النزوح، وتوثق المنظمات الدولية تزايد الانتهاكات ضد المدنيين.

السودان يعيش أكبر أزمة نزوح ومجاعة في العالم وسط انهيار شبه كامل للبنية التحتية والخدمات الصحية، فيما تتواصل الجهود الأهلية والإنسانية في ظروف شديدة الخطورة. ويرى مراقبون أن غياب وقف لإطلاق النار واستئناف التعاون الدولي سيؤدي إلى مزيد من التدهور، مع تصاعد معاناة المدنيين وانعدام أي مؤشرات على قرب التوصل إلى حل سياسي أو إنساني شامل.

Share This Article