في خطوة تعكس التوجه الجديد للسودان نحو التحول الرقمي والانفتاح على الشراكات الدولية، أعلن وزير التحول الرقمي والاتصالات، المهندس أحمد درديري غندور، مشاركة السودان لأول مرة في منتدى التعاون الرقمي بين الصين وأفريقيا، الذي تستضيفه العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ابتداءً من يوم غدٍ.
ويترأس غندور الوفد السوداني المشارك في المنتدى، برفقة مدير عام السلطة القومية للمصادقة الإلكترونية، ومدير المركز القومي للمعلومات، حيث يُتوقع أن يطرح الوفد رؤية السودان للتحول الرقمي، وخططه المستقبلية في مجالات الاتصالات والتقنية، وتعزيز التعاون مع الشركاء الأفارقة والصينيين.
وأكد وزير التحول الرقمي أن هذه المشاركة تأتي في توقيت بالغ الأهمية، يرمز إلى توجه البلاد نحو إعادة رسم ملامح مستقبلها الرقمي على أسس حديثة، مشدداً على أن الأولوية ستكون لبناء شراكات قائمة على السيادة التقنية، وتوظيف التقنيات الحديثة لخدمة التنمية، إضافة إلى الاستثمار في رأس المال البشري باعتباره الركيزة الأساسية لأي نهضة تكنولوجية.
ويُعتبر المنتدى، الذي تأسس بمبادرة مشتركة بين الصين والدول الأفريقية في أكتوبر 2000، إطاراً مؤسسياً يهدف إلى تعميق التعاون الاقتصادي والتقني، وتبادل الخبرات في مواجهة تحديات العولمة والتحولات التكنولوجية المتسارعة. كما يوفر منصة لمناقشة قضايا الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، البنية التحتية الرقمية، والتعليم الإلكتروني، بما يسهم في تمكين القارة من اللحاق بركب الاقتصاد الرقمي العالمي.
ويرى مراقبون أن انضمام السودان لهذا المنتدى يشكل فرصة مهمة للاستفادة من التجارب الصينية في تطوير شبكات الاتصالات والبنية التحتية الرقمية، إضافة إلى جذب الاستثمارات في مجالات مراكز البيانات والخدمات السحابية، ما يعزز قدراته التنافسية إقليمياً ودولياً.
كما يُنتظر أن يفتح المنتدى الباب أمام السودان لتوطيد حضوره في الساحة الأفريقية الرقمية، وتوسيع دائرة التعاون مع الشركاء الدوليين، في وقت يشهد فيه العالم سباقاً متسارعاً نحو الاقتصاد المبني على المعرفة والتقنيات الحديثة.
