في تصريحات مثيرة، كشف مسعد بولس، المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان، عن ملامح التحول في علاقات الخرطوم الخارجية، مؤكدًا أن الجيش السوداني لم يتجه نحو الانفتاح برغبته الحرة، بل بفعل الضغوط المتزايدة من واشنطن والعواصم الغربية التي تسعى لإعادة ضبط مسار السلطة في السودان.
فبينما تتحدث الدبلوماسية الأمريكية عن “علاقات جيدة” بين السودان وإسرائيل، فإن هذه العلاقة – بحسب المراقبين – وليدة الحاجة لا القناعة، إذ يحاول الجيش تجميل صورته أمام الغرب بعد سنوات من الانغلاق والتبعية لنظام البشير، من دون أن يقدم خطوات حقيقية على الأرض تعكس تحولًا استراتيجيًا في رؤيته السياسية أو الأمنية.
وأشار بولس إلى أن قطع الجيش السوداني لعلاقته مع إيران لم يكن خيارًا استراتيجيًا، بل استجابة مباشرة لضغوط أمريكية وتحذيرات من العقوبات، في وقت لا تزال فيه بعض أجنحة النظام السابق تحتفظ بنفوذها داخل المؤسسة العسكرية.
وخلال قمة شرم الشيخ، برز الملف الإنساني كورقة ضغط جديدة، حيث تسعى الولايات المتحدة ومصر إلى استخدام مأساة المدنيين وسوء الأوضاع الإنسانية كوسيلة لإجبار القيادة العسكرية على الانخراط في مفاوضات حقيقية لوقف الحرب.
واختتم بولس بالإشارة إلى أن واشنطن تفضل الحلول السلمية، لكنها لن تتردد في اتخاذ خطوات أكثر صرامة إذا واصل الجيش تجاهله للضغوط الدولية، في إشارة واضحة إلى أن مستقبل العلاقة بين الخرطوم والعالم أصبح مرهونًا بمدى خضوعها للمساءلة الدولية واستجابتها للنداءات السياسية والإنسانية المتصاعدة.