بدأت السلطات المحلية بولاية الخرطوم في تنفيذ حملة إزالة حي مانديلا الشهير الواقع في منطقة مايو جنوبي الحزام، ضمن خطة واسعة لمكافحة السكن العشوائي وتنظيم التخطيط العمراني في العاصمة. وتأتي الخطوة في إطار جهود الحكومة الولائية لإعادة تخطيط المناطق غير المنظمة التي تشكّل عبئًا متزايدًا على البنية التحتية والخدمات الأساسية.
وأوضح مسؤولون محليون أن عملية الإزالة تُعد جزءًا من خطة شاملة لإزالة المواقع غير المخططة في عدد من محليات الخرطوم، بهدف تحسين المظهر العام للعاصمة وتنفيذ مشروعات تنموية وخدمية جديدة في المناطق التي كانت تشغلها الأحياء العشوائية.
وأشاروا إلى أن الولاية تعمل على تحديث خرائط التخطيط الحضري بما يتماشى مع النمو السكاني وتوسّع المدينة، مؤكدين أن الحملة تشمل إزالة التعديات والمساكن العشوائية المقامة على أراضٍ حكومية وخدمية.
في المقابل، عبّر عدد من سكان حي مانديلا عن مخاوفهم من عمليات الإزالة دون توفير بدائل سكنية عادلة، مؤكدين أن كثيرًا من الأسر المقيمة في الحي منذ سنوات لا تملك أماكن بديلة للإقامة. وطالب الأهالي السلطات بتعويض المتأثرين أو إعادة توطينهم في مناطق مناسبة تضمن لهم الحد الأدنى من الاستقرار والمعيشة الكريمة.
وأكد ناشطون محليون أن عمليات الإزالة يجب أن تراعي البعد الإنساني والاجتماعي، خصوصًا في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.
يُعد حي مانديلا من أبرز الأحياء العشوائية في جنوب الخرطوم، نشأ خلال العقود الماضية نتيجة النزوح الداخلي المتزايد من مناطق النزاعات والأرياف. ومع تدهور الأوضاع الاقتصادية والحرب الدائرة منذ أبريل 2023، تضاعف عدد المقيمين فيه، مما جعل المنطقة تعاني من تدهور بيئي وخدمي واضح.
تواجه السلطات تحديًا كبيرًا في تحقيق التوازن بين التنمية الحضرية وحقوق السكان المحليين، إذ يرى مراقبون أن نجاح خطة الإزالة يعتمد على توفير حلول سكنية بديلة وتعويضات منصفة، حتى لا تتحول الحملة إلى أزمة اجتماعية جديدة داخل العاصمة.
