عقدت المجموعة الرباعية الخاصة بالسودان، والتي تضم المملكة العربية السعودية، دولة الإمارات العربية المتحدة، جمهورية مصر العربية، والولايات المتحدة الأمريكية، اجتماعًا وزاريًا على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لمناقشة تطورات النزاع الدائر في السودان.
وخلال الاجتماع، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، ونظراؤه من الدول المشاركة، أن الأزمة السودانية دخلت مرحلة حرجة تستدعي تكثيف التعاون الدولي والإقليمي من أجل وقف التصعيد العسكري وتخفيف المعاناة الإنسانية.
وشدد المجتمعون على ضرورة تنفيذ بنود إعلان جدة، الذي وُقع برعاية سعودية أمريكية، وخاصة ما يتعلق بحماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المناطق الأكثر تضررًا. وأوضح البيان الصادر عن الاجتماع أن حماية السكان المدنيين تمثل أولوية قصوى، وأن استمرار انتهاك هذه الالتزامات يفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها ملايين السودانيين.
كما ناقش الاجتماع سبل تعزيز التنسيق بين الجهود الإقليمية والدولية لضمان وحدة الموقف تجاه السودان، مؤكدين أن استقرار البلاد والحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها يمثلان ركيزة أساسية للأمن الإقليمي.
ورأى المشاركون أن إعلان جدة لا يمثل مجرد اتفاق إنساني مؤقت، بل خطوة أولية تمهّد لمسار سياسي أكثر شمولاً يهدف إلى إنهاء الحرب وتهيئة الظروف لعودة الانتقال المدني.
ويأتي هذا الاجتماع في وقت تواصل فيه المنظمات الإنسانية تحذيراتها من تدهور الأوضاع المعيشية، حيث يواجه ملايين السودانيين خطر النزوح والجوع مع انهيار الخدمات الأساسية وتفاقم الانتهاكات.
بهذا، جدّدت الرباعية التزامها بالعمل المشترك مع الشركاء الدوليين والإقليميين للضغط على الأطراف المتحاربة من أجل احترام الاتفاقات الموقعة، والعودة إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن.