أعلن الجيش السوداني، اليوم الاثنين، عن تنفيذ عملية إنزال جوي ناجحة لدعم قواته في كل من الفرقة 14 بمدينة كادقلي بولاية جنوب كردفان والفرقة 22 في بابنوسة بولاية غرب كردفان، في إطار مساعيه لتأمين الإمدادات العسكرية واللوجستية للمناطق المحاصرة.
وبحسب مصادر عسكرية، استغرقت العملية نحو 40 دقيقة، وشملت إسقاط شحنات متنوعة تضمنت تجهيزات عسكرية ومواد غذائية ومستلزمات طبية، إضافة إلى مرتبات الضباط والجنود. وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز صمود الوحدات العسكرية في ظل استمرار الحصار المفروض على المدينتين.
وتعاني مدينتا كادقلي وبابنوسة من حصار مستمر منذ عدة أشهر تفرضه قوات الدعم السريع، بدعم من عناصر الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، ما أدى إلى تفاقم أزمة الغذاء والدواء وصعوبة وصول الإمدادات.
وأكدت مصادر محلية من كادقلي أن الأيام الماضية شهدت انفراجًا نسبيًا في أزمة السيولة النقدية، بعد أن تمكن الجيش من إيصال المرتبات عبر عمليات الإنزال الجوي، الأمر الذي انعكس إيجابًا على الحركة التجارية. وأوضحت أن بعض التجار الذين كانوا يشترطون الدفع النقدي بدأوا يقبلون التعامل عبر تطبيقات مصرفية مثل بنكك، مما ساعد في تنشيط السوق المحلي.
وتُعد هذه العملية الثالثة من نوعها خلال الأسابيع الأخيرة، حيث نفذ الجيش إنزالات مماثلة لدعم قواته في كادقلي وبابنوسة، في ظل استمرار صعوبة تأمين خطوط الإمداد البرية.
وبحسب خارطة السيطرة الميدانية، لا يزال الجيش يحتفظ بوجوده في كادقلي والدلنج ومعظم مناطق جنوب كردفان، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على منطقة الدبيبات الاستراتيجية. أما في غرب كردفان، فيسيطر الجيش على بابنوسة وحقول النفط في هجليج، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على مدن الفولة والنهود والخوي.
ويؤكد مراقبون أن لجوء الجيش إلى تكثيف عمليات الإنزال الجوي يعكس تحديات ميدانية كبيرة تعيق وصول الإمدادات عبر الطرق البرية، مما يجعل النقل الجوي خيارًا رئيسيًا لضمان استمرار الدعم اللوجستي في المناطق المحاصرة.
