ألقى رئيس الوزراء في حكومة تأسيس، محمد حسن التعايشي، أول خطاب جماهيري له بعد أدائه اليمين الدستورية، مستعرضًا الخطوط العريضة لبرنامج السلطة التنفيذية أمام حشد كبير من المواطنين في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور. وجاءت الفعالية بدعوة من تحالف تأسيس، ونُظمت في ساحة الشهيد السحيني، بمشاركة آلاف الأشخاص وعدد من القيادات السياسية.
خلال خطابه، أكد التعايشي أن الحكومة الجديدة تضع في مقدمة أولوياتها تعزيز الأمن وصون كرامة المواطنين، موضحًا أن السياسات المرتبطة بهذه الأهداف أُعدت بشكل مدروس. كما أشار إلى أن تحالف تأسيس بدأ في صياغة تشريعات جديدة تخص جهاز الشرطة والأمن والنيابة العامة، استنادًا إلى الدستور الانتقالي لعام 2025، الذي يمثل الإطار القانوني لعمل الحكومة.
وفي حديثه عن الشرعية السياسية، شدد التعايشي على أن برنامج السلطة التنفيذية يستمد مشروعيته من ميثاق تحالف تأسيس الموقع من قبل قوى سياسية ومجتمعية عدة. كما تعهد بالعمل على تطوير الخدمات الأساسية، خاصة في مجالي الصحة والتعليم، مع اعتماد نظام صارم لحوكمة الإيرادات العامة بما يضمن عدالة توزيع الموارد الوطنية.
وتناول التعايشي التحديات التي تواجه السودان على الصعيدين الأمني والاقتصادي، معلنًا عن إعداد قانون خاص لمكافحة الإرهاب، إلى جانب إطلاق حملة شاملة لمحاربة الفساد بجميع أشكاله، والتصدي لخطاب الكراهية الذي يهدد التماسك الاجتماعي.
الفعالية شهدت حضور عدد من أعضاء المجلس الرئاسي، بينهم نائب الرئيس عبد العزيز الحلو والهادي إدريس، إلى جانب شخصيات سياسية أخرى. وأفاد شهود عيان أن الإجراءات الأمنية كانت مشددة، حيث أُغلقت بعض المحال التجارية والأسواق الرئيسية، إضافة إلى إغلاق متاجر أجهزة “ستارلنك”، وسط انتشار أمني واسع في مداخل ومخارج المدينة.
ويأتي هذا التطور في سياق ترتيبات المرحلة الانتقالية التي أقرها الدستور الانتقالي الجديد، والذي جرى التوافق عليه بين عدد من القوى الفاعلة، من بينها قوات الدعم السريع، الحركة الشعبية–شمال، حركة تحرير السودان–المجلس الانتقالي، وتجمع قوى تحرير السودان، إلى جانب قوى سياسية وإدارات أهلية أخرى، ضمن ميثاق سياسي مشترك أسفر عن تشكيل تحالف تأسيس الذي يقود المرحلة الحالية.
