ألقى محمد حسن التعايشي، رئيس وزراء حكومة تحالف “تأسيس”، أول خطاب رسمي له بعد أدائه القسم أمام رئيس المجلس الرئاسي للتحالف محمد حمدان دقلو “حميدتي”، قائد قوات الدعم السريع. الخطاب الذي بث مساء السبت حمل عنوان “الخطاب التأسيسي لرئيس الوزراء وبرامج حكومة السلام والوحدة”، حيث استعرض فيه ملامح برنامج حكومته وأولوياتها العاجلة والاستراتيجية.
أكد التعايشي أن المرحلة الأولى من عمل حكومته ستركز على القضايا الأكثر إلحاحاً، وفي مقدمتها توفير الأمن وحماية المدنيين، إلى جانب المساعدات الإنسانية، والتعليم، والخدمات الصحية، والرعاية الاجتماعية. كما شدد على أهمية تحقيق العدالة، وسيادة القانون، وحماية الحقوق والحريات الأساسية، إضافة إلى محاربة خطاب الكراهية وتعزيز قيم الانتماء الوطني.
وضع التعايشي قضايا النازحين واللاجئين ضمن صدارة أولوياته، مشيراً إلى برامج إسعافية تشمل توفير الأمن والغذاء والمياه والكهرباء، وتقديم التعليم والرعاية الصحية والوثائق الثبوتية وخدمات الاتصالات. وأوضح أن خطط الحكومة تعتمد على استثمار الموارد الاقتصادية المتنوعة، بما في ذلك الزراعة والثروة الحيوانية والموارد المعدنية، مع التركيز على محاربة الفساد وتوظيف التكنولوجيا.
قال التعايشي إن حكومته تسعى إلى الانتقال من “الظلم إلى العدالة الاجتماعية” ومن “الاستبداد السياسي إلى الديمقراطية”، معتبراً أن البلاد تدخل مرحلة جديدة تقوم على الإرادة الشعبية الحرة. وأكد أن الشباب والنساء سيكون لهم دور محوري في قيادة مشروع السودان الجديد، وفي المشاركة بصنع القرار والتنمية.
وأوضح أن الرؤية المستقبلية لحكومته تقوم على بناء دولة فيدرالية قائمة على الوحدة الطوعية، وإنشاء جيش وطني جديد بعقيدة عسكرية حديثة، إلى جانب تفكيك نظام الثلاثين من يونيو، وتصنيف الحركة الإسلامية وواجهاتها كتنظيمات إرهابية، والعمل على محاسبة المتورطين في الجرائم.
أكد التعايشي أن حكومته ستتبنى سياسة خارجية قائمة على بناء علاقات متوازنة تخدم مصالح السودان، مع الالتزام بمواجهة الإرهاب والتعاون غير المشروط مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لتسهيل وصول المساعدات لجميع السودانيين.
ورغم إعلان هذه البرامج، لم تحظَ حكومة “تأسيس” حتى الآن بأي اعتراف رسمي من المجتمع الدولي أو الإقليمي، في وقت سبق فيه لمجلس الأمن الدولي أن حذر من مخاطر تشكيل حكومة موازية، معتبراً أنها قد تؤدي إلى تهديد وحدة السودان وتفاقم النزاع الداخلي.