توجّه رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إلى العاصمة القطرية الدوحة، لقيادة وفد بلاده المشارك في القمة العربية الطارئة والقمة الإسلامية المشتركة، اللتين دعت إليهما دولة قطر بعد الاعتداء الإسرائيلي الأخير الذي استهدف وفد حركة “حماس” داخل أراضيها.
زيارة البرهان، التي تستمر يومًا واحدًا، تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدًا غير مسبوق. ويرافقه وزير الخارجية الجديد، السفير محي الدين سالم، الذي أدى القسم قبل يومين وتسلّم رسميًا مهامه اليوم، في أول ظهور خارجي له على هذا المستوى. ومن المقرر أن يجري البرهان لقاءات ثنائية على هامش القمة مع عدد من القادة العرب والمسلمين، لبحث مستجدات الأوضاع الإقليمية.
شارك في الاجتماعات التمهيدية على المستوى الوزاري كل من السفير عماد الدين عدوي، مندوب السودان لدى الجامعة العربية، والقائم بالأعمال في سفارة السودان بالدوحة، حيث مثّلا وزير الخارجية في هذه المرحلة التحضيرية. هذه الاجتماعات ركزت على صياغة مشروع قرار يُدين الاعتداء الإسرائيلي، تمهيدًا لعرضه على القادة خلال أعمال القمة.
انعقاد القمة الطارئة يأتي في ظل ظروف إقليمية بالغة التعقيد، بعد أن أثار الهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطرية قلقًا واسعًا. وعلى الرغم من نجاة وفد حركة “حماس”، إلا أن الحادثة مثّلت خرقًا خطيرًا اعتبرته قطر تهديدًا مباشرًا لأمنها، ما دفعها إلى الدعوة لعقد قمة عربية – إسلامية مشتركة بشكل عاجل.
المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد بن محمد الأنصاري، أوضح أن القمة تهدف إلى توحيد الموقف العربي والإسلامي تجاه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، وتعزيز التنسيق السياسي والدبلوماسي لمواجهة التهديدات التي تطال المنطقة بأكملها.
القمم العربية والإسلامية، في مثل هذه اللحظات، غالبًا ما تحمل رسائل مزدوجة؛ فهي من ناحية تعكس التضامن مع الدولة المستهدفة، ومن ناحية أخرى تمثل اختبارًا لمستوى وحدة الصف العربي والإسلامي وقدرته على صياغة موقف مشترك في مواجهة الأزمات. وتزداد أهمية قمة الدوحة بالنظر إلى حساسية التوقيت وكثرة الملفات العالقة في المنطقة، سواء ما يتصل بالصراع الفلسطيني – الإسرائيلي أو بالتحديات الأمنية الإقليمية الأوسع.
من المتوقع أن تُختتم القمة ببيان ختامي يدين الهجوم، ويؤكد على ضرورة حماية أمن الدول الأعضاء، مع الدعوة إلى خطوات عملية لتعزيز العمل المشترك. كما يُرجّح أن تشهد لقاءات جانبية بين القادة المشاركين، قد تُسهم في فتح قنوات حوار جديدة حول قضايا إقليمية ملحّة.