رفض رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، دعوات اللجنة الرباعية الدولية لوقف إطلاق النار ووضع جدول زمني لإنهاء الصراع، مؤكداً أن أي مبادرة لا تشارك فيها الحكومة السودانية منذ بدايتها تعتبر غير ملزمة.
جاء ذلك خلال لقاء البرهان بعدد من المفكرين والإعلاميين ورجال الأعمال السودانيين على هامش مشاركته في قمة دولية بالعاصمة القطرية. وأوضح أن الحكومة السودانية أبلغت الولايات المتحدة رفضها لأي حلول أو أجندة خارجية لا تحظى بقبول السودانيين، مضيفاً أن بلاده منفتحة على أي جهود تهدف لإيقاف الحرب شريطة الحفاظ على السيادة ووحدة الأراضي وصون مؤسسات الدولة.
كانت اللجنة الرباعية، التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، قد دعت في 12 سبتمبر الجاري إلى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر عبر “مسار جدة”، يتبعها وقف لإطلاق النار وإطلاق عملية انتقال مدني خلال تسعة أشهر، مع التشديد على رفض أي دعم عسكري خارجي لأطراف النزاع.
وفي حديثه عن الأوضاع العسكرية، أشاد البرهان بما وصفه بـ”تقدم الجيش والقوات المساندة”، مؤكداً أن هذه المكاسب تحققت بفضل “التفاف الشعب حول جيشه”. كما اتهم قوات الدعم السريع بتلقي أسلحة حديثة عبر الحدود مع تشاد، مجدداً عزمه على مواصلة القتال حتى فك الحصار عن الفاشر وزالنجي وبابنوسة.
أكد البرهان التزام الدولة بحماية كل من يقرر إلقاء السلاح والانضمام إلى ما وصفه بـ”الصف الوطني”، مشيراً إلى أن الساحة السياسية ستكون متاحة أمام أي معارض يعود لممارسة العمل السياسي بصورة سلمية.
تأتي هذه التصريحات في وقت تواجه فيه البلاد أزمة إنسانية متفاقمة نتيجة الحرب المستمرة منذ 15 أبريل 2023، والتي أدت إلى نزوح واسع النطاق وتصاعد حدة الاستقطاب الأهلي، إلى جانب اتهامات متكررة بانتهاكات جسيمة ضد المدنيين من قبل الأطراف المتصارعة.
