أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أن الحكومة تعمل على استعادة الأمن والاستقرار في العاصمة الخرطوم بعد أشهر من المعارك العنيفة، مشيراً إلى أن “فوضى انتشار السلاح تمثل أحد التحديات الأمنية الكبرى التي تواجه البلاد في الوقت الراهن”. وقال البرهان، خلال كلمة ألقاها أثناء زيارة تفقدية إلى وزارة الداخلية، إن “الخرطوم شهدت معارك كبيرة ولم يكن انسحاب قوات الدعم السريع منها أمراً سهلاً”، موضحاً أن “القوات المسلحة قدمت تضحيات جسيمة، بما في ذلك آلاف القتلى، في سبيل استعادة السيطرة على العاصمة”.
وشدد رئيس مجلس السيادة على أهمية “ضبط انتشار السلاح داخل المدينة”، معلنًا أن السلطات بصدد تنفيذ خطة لإخلاء الخرطوم من السلاح غير المرخص، مع التركيز على إعادة تنظيم الوجود العسكري والأمني في المناطق المدنية. وفي هذا السياق، كشف البرهان عن توجه رسمي لدمج الجماعات المسلحة التي قاتلت إلى جانب القوات المسلحة خلال الحرب، ضمن المنظومة النظامية. وقال:
“تم توجيه الجماعات المقاتلة التي شاركت مع الجيش إلى تسليم أسلحتها، تمهيداً لانضمام أفرادها بشكل منظم إلى القوات المسلحة أو الشرطة، وفق ضوابط قانونية ومعايير مهنية”.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى “منع التسلح العشوائي، وتعزيز احتكار الدولة لاستخدام القوة”، مضيفاً أن “تقديم الخدمات الأمنية والشرطية للمواطنين في الخرطوم يمثل أولوية قصوى خلال المرحلة المقبلة”. وكما أكد استمرار العمليات العسكرية في مناطق الفاشر وكردفان، مشيراً إلى أن “الهدف الأساسي هو إنهاء التمرد وتهيئة الظروف لعودة النازحين إلى مناطقهم الأصلية”.
وفي ختام كلمته، أشاد البرهان بدور الشرطة السودانية، واصفاً إياها بـ”الركيزة الأساسية في حفظ الأمن والنظام العام”، مؤكداً أن الدولة ستواصل دعمها لتأدية مهامها ضمن بيئة أكثر استقراراً.