أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، أن القوات المسلحة دفعت ثمناً باهظاً في سبيل استعادة العاصمة الخرطوم من قبضة قوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أن “عشرات الآلاف من الشهداء” سقطوا خلال العمليات العسكرية التي وصفها بأنها “مصيرية ومفصلية” في تاريخ السودان الحديث.
جاءت تصريحات البرهان خلال خطاب ألقاه في فعالية رسمية بالخرطوم، بحضور قيادات أمنية ومدنية، تناول فيه تطورات الأوضاع الأمنية، والتحديات التي تواجه البلاد في مرحلة ما بعد العمليات العسكرية، لا سيما فيما يتعلق بإعادة فرض سلطة الدولة وتثبيت الأمن داخل المدن.
وقال البرهان:
“الخرطوم لم تكن ساحة معركة عادية، بل كانت رمزاً للدولة وهيبتها، وقدّمنا في سبيل استعادتها أرواحاً عزيزة من مختلف أنحاء السودان. هذه التضحيات يجب أن تُترجم إلى التزام دائم باستكمال مسيرة الأمن والاستقرار.”
وأشار إلى أن استعادة السيطرة على الخرطوم لا تمثل نهاية المطاف، بل بداية لمرحلة جديدة تتطلب إعادة ترتيب الأوضاع الأمنية وضبط فوضى السلاح، موضحًا أن هناك توجيهات صريحة للأجهزة المختصة للعمل على نزع السلاح العشوائي داخل المدن، وفرض القانون بالتعاون مع الشرطة.
كما أشار البرهان إلى استمرار العمليات العسكرية في ولايات دارفور وكردفان، خاصة في الفاشر وكادقلي، مؤكداً أن عودة النازحين إلى مناطقهم الأصلية تتطلب أولاً تأمين هذه المناطق واستعادة سلطة الدولة فيها.
وأوضح رئيس مجلس السيادة أن تحقيق الأمن المستدام لن يتم من خلال القوة العسكرية وحدها، بل يحتاج إلى شراكة بين القوات النظامية والمجتمع، وإلى دعم سياسي واقتصادي لإعادة إعمار المناطق المتأثرة بالنزاع.
وفي ختام كلمته، شدد البرهان على أهمية دور الشرطة في المرحلة المقبلة، مؤكداً أنها شريك أساسي في إعادة فرض النظام وتأمين الخدمات، وأن الدولة تعمل على إعادة بناء قدراتها لتمكينها من القيام بدورها في حماية المواطنين.
