شهدت ولاية الخرطوم اليوم انطلاقة جديدة في مسيرة التعليم الصحي، حيث دشن مدير عام وزارة الصحة بالولاية، د. فتح الرحمن محمد الأمين، استئناف الدراسة والنشاط الأكاديمي بمدرسة التمريض الفنية بمركز التجاني هلال، وذلك بحضور عدد من قيادات الوزارة وإدارة التدريب وأعضاء هيئة التدريس والطلاب.
في كلمته خلال الاحتفال، أكد مدير عام وزارة الصحة أن التدريب والتأهيل يمثلان الركيزة الأساسية للنهوض بالقطاع الصحي، مشيراً إلى أن الكوادر التمريضية والمساعدين الطبيين يشكلون أكثر من 90% من خدمات الرعاية الصحية في البلاد. وأضاف أن الوزارة تضع على رأس أولوياتها تأهيل مدارس التدريب الصحي لتلبية النقص الكبير في الكوادر، موجهاً التحية لطلاب “دفعة التحدي” الذين أظهروا إصراراً على مواصلة تعليمهم رغم الظروف الصعبة.
من جانبه، أعلن مدير إدارة التدريب والبحوث، د. أحمد عوض الكريم، استئناف الدراسة تحت شعار “صحتنا أولاً والتعليم أساسها”، مؤكداً المضي قدماً في تفعيل المعاهد والمدارس الصحية الأخرى، من بينها مدرسة القابلات والزائرات الصحيات، ومعهد صحة البيئة والصحة العامة، ومعهد محضري العمليات. وأوضح أن الانطلاقة الرسمية صاحبتها فعاليات رمزية شملت رفع النشيد الوطني ومنح طلاب دفعة التحدي وسام الإنجاز تقديراً لصمودهم.
بدورها، أشادت مديرة مدرسة التمريض، أ. حياة محمد، بالعزيمة القوية التي أبداها الطلاب للعودة إلى مقاعد الدراسة، لافتة إلى أن 270 طالباً من الدفعة الثانية سيكملون دراستهم بعد توقفها بسبب الحرب، فيما تستعد المدرسة لاستقبال الدفعة الثالثة. وأكدت أن المدرسة جاهزة لتخريج دفعات جديدة تسهم في دعم المستشفيات الحكومية والخاصة بالكادر المؤهل.
يرى مراقبون أن استئناف الدراسة بمدرسة التمريض الفنية يمثل خطوة مهمة نحو إعادة بناء النظام الصحي في السودان، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي فرضتها الحرب وتراجع الخدمات الصحية. ويُتوقع أن تسهم هذه الخطوة في سد الفجوة الكبيرة في الكوادر الطبية، ودعم الجهود الحكومية الرامية إلى تعزيز الخدمات الصحية وتحسين مستوى الرعاية في مختلف المؤسسات.