تتواصل في مختلف ولايات السودان الاجتماعات والجهود المكثفة للسلطات الصحية في إطار خطة وطنية شاملة تهدف إلى القضاء على الملاريا وحمى الضنك والكوليرا، وتعزيز قدرة النظام الصحي على مواجهة الأمراض الوبائية.
عقدت اللجنة العليا لمكافحة حمى الضنك والملاريا اجتماعها الدوري بمدينة بورتسودان برئاسة وزير الصحة الاتحادي الدكتور هيثم محمد إبراهيم، وبمشاركة وزير الحكم الاتحادي ووالي ولاية الجزيرة وعدد من المختصين والخبراء الصحيين.
وخلال الاجتماع، استعرض الدكتور منتصر محمد عثمان الحسن، مدير الإدارة العامة للطوارئ الصحية بوزارة الصحة، تقريراً حول الوضع الوبائي، أشار فيه إلى انخفاض معدلات انتشار حمى الضنك والملاريا في عدد من الولايات، مؤكداً استمرار التعاون بين وزارة الصحة والجهات ذات الصلة للسيطرة على المرض.
كما ناقش الاجتماع التوصيات السابقة، مثنياً على جهود وزارات الثقافة والإعلام، والداخلية، والدفاع، والخارجية، إلى جانب الهلال الأحمر السوداني في دعم أنشطة الاستجابة الصحية. وأكدت اللجنة أهمية التنسيق بين الجهود الرسمية والمجتمعية لضمان فعالية حملات المكافحة.
وفي سياق متصل، يختتم اليوم الثلاثاء وفد منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، بمشاركة خبراء وطنيين، أعمال تقييم نظام التقصي لبرنامج التحصين الموسع في تسع ولايات شملت نهر النيل، البحر الأحمر، الشمالية، القضارف، النيل الأبيض، النيل الأزرق، سنار، كسلا، والخرطوم.
وأوضح الأستاذ إسماعيل العدني، المدير العام المكلف للإدارة العامة للرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة، أن الفرق الميدانية واصلت اجتماعاتها مع إدارات الصحة في الولايات والمراكز الصحية، مشيراً إلى أن فرقاً إضافية تعمل في غرب دارفور وشمال وجنوب كردفان.
وفي ولاية شمال كردفان، عقدت اللجنة الفنية للطوارئ الصحية اجتماعاً بمدينة الأبيض، حيث أعلنت الدكتورة إيمان مالك عبد الرحمن، المدير العام لوزارة الصحة والتنمية الاجتماعية، عن تسجيل ثلاث حالات إصابة بحمى الضنك بمحلية شيكان.
وناقش الاجتماع تقارير محليات شيكان، الرهد، وأم روابة التي شهدت تحسناً في الوضع الصحي وانخفاضاً في حالات الكوليرا. وخرج الاجتماع بتوصيات أبرزها تكثيف مكافحة نواقل الأمراض، وتكوين لجنة طبية لمتابعة تطبيق البروتوكول العلاجي لحمى الضنك، وتوفير الفحص المجاني في المؤسسات الصحية الحكومية. كما أوصى بتخصيص يوم السبت من كل أسبوع “يوم التجفيف” للحد من تكاثر البعوض.
في ولاية القضارف، التقى مدير عام وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية الدكتور أحمد الأمين آدم وفد خبراء منظمة الصحة العالمية، الذي يجري تقييماً شاملاً لبرنامج التحصين الموسع. وأوضح الوفد أن التقييم يشمل 13 ولاية بهدف تحديد نقاط القوة والضعف وتعزيز قدرات النظام الصحي.
وأكد الدكتور أحمد الأمين أهمية التعاون مع المنظمة ودعم الجهود المشتركة في تحسين خدمات التحصين وسلسلة التبريد، مشيراً إلى أن نتائج التقييم ستسهم في تطوير الأداء العام لقطاع الصحة بالولاية.
وفي ولاية البحر الأحمر، دشّن والي الولاية الفريق ركن مصطفى محمد نور اليوم قافلة طبية متجهة إلى مدينة طوكر، بدعم من منظمة الإغاثة الدولية، لمكافحة نواقل الأمراض بعد فيضان نهر بركة الذي تسبب في انتشار البعوض والحشرات.
وأكد الوالي أن القافلة تهدف إلى دعم المتأثرين وتحسين الوضع الصحي بالمحلية، داعياً المنظمات الإنسانية إلى تقديم المزيد من المساندة. من جانبها، شددت نصرة علي حجي، رئيسة اتحاد المرأة بطوكر، على ضرورة تنفيذ عمليات رش جوي للقضاء على البعوض في المناطق المتضررة.
تؤكد السلطات الصحية في السودان استمرارها في تنفيذ الخطط الرامية إلى تهيئة بيئة صحية مستدامة وبناء نظام صحي قوي وفعّال، بمساندة من القيادة العليا للدولة والمنظمات الدولية، لتحقيق هدف القضاء على الملاريا وحمى الضنك والكوليرا في مختلف ولايات البلاد.