أضرار جسيمة في منشآت الكهرباء والمياه بعد ضربات مسيّرة في سنار والدمازين

3 Min Read

شهدت عدة ولايات سودانية خلال الساعات الماضية تصعيدًا جديدًا في الهجمات الجوية بالطائرات المسيّرة، ما أدى إلى أضرار كبيرة في منشآت الكهرباء والمياه بعد سلسلة ضربات استهدفت مواقع حيوية في سنار والدمازين والرصيرص.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتواصل فيه العمليات الجوية المتبادلة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، في ظل تصاعد النزاع المسلح واتساع نطاق الاستهداف للبنية التحتية المدنية.

فجر الخميس، نفذت قوات الدعم السريع ضربة جديدة بطائرة مسيّرة استهدفت مطار الخرطوم الدولي، في الهجوم الثالث خلال ثلاثة أيام متتالية.
ووفق صور أقمار صناعية تم تحليلها لاحقًا، أظهرت اللقطات تضررًا واضحًا في أجزاء من البنية التحتية للمطار، ما دفع شركة بدر للطيران إلى تأجيل رحلاتها المجدولة وتعليق التشغيل حتى يوم الأحد المقبل، مشيرة إلى مخاوف أمنية تتعلق بسلامة الطيران المدني.
وكانت الشركة قد نفذت يوم الأربعاء رحلة استثنائية هبطت في المطار لتقل رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الذي غادر فورًا بعد الهبوط، في مؤشر على استمرار استخدام المطار لأغراض رسمية رغم تعليق الرحلات التجارية.

في مساء الثلاثاء، وسّعت قوات الدعم السريع نطاق هجماتها الجوية لتشمل منشآت استراتيجية في ولايتي سنار والنيل الأزرق.
واستهدفت الضربات خزان سنار ومحطة التوليد المائي، إضافة إلى قيادة الفرقة الرابعة مشاة في الدمازين والمحطة التحويلية في الرصيرص.
وأدى الهجوم على الرصيرص إلى تلف أحد المحولات الكهربائية الرئيسة، ما تسبب في انقطاع كامل للتيار الكهربائي عن مدينة الدمازين، في حين أفاد فنيون في قطاع الكهرباء أن عمليات الإصلاح قد تستغرق عدة أيام بسبب حجم الأضرار التي لحقت بالمعدات الحيوية.

من جانبها، أكدت قيادة الفرقة الرابعة مشاة أن قوات الدفاع الجوي تعاملت مع الطائرات المسيّرة وأسقطت بعضها قبل أن تُحدث خسائر كبيرة.
لكن مصادر محلية أفادت بأن عدداً من المهندسين أُصيبوا في الهجوم على محطة التوليد المائي في سنار، مشيرة إلى أن الضربة أحدثت أضرارًا جزئية في المنشأة وأثرت على إمدادات المياه في المنطقة.
وفي بيان لاحق، أعلن مجلس التنسيق الإعلامي لشركة كهرباء السودان أن الهجوم على المحطة التحويلية في الرصيرص أدى إلى انقطاع شامل للكهرباء في الدمازين، مضيفًا أن الفرق الفنية باشرت عمليات تقييم وصيانة يتوقع أن تستمر عدة أيام لإعادة الخدمة تدريجيًا.

تسببت الانقطاعات في تعطل الخدمات الأساسية وتفاقم معاناة السكان في المناطق المتأثرة، خاصة مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة ونقص الوقود المستخدم في تشغيل المولدات الاحتياطية.
ويرى خبراء أن استخدام الطائرات المسيّرة أصبح سلاحًا رئيسيًا في الصراع السوداني، مؤكدين أن هذا النوع من الهجمات، رغم تأثيره على البنية التحتية، لا يحقق مكاسب عسكرية استراتيجية على الأرض، لكنه يضاعف الأعباء الإنسانية ويهدد الأمن المدني.

وتشير التقارير إلى أن قوات الدعم السريع تعتمد على طائرات مسيّرة صينية الصنع، بينما تستخدم القوات المسلحة السودانية طائرات من طراز “بيرقدار أقينجي” التركية، ما يعكس تحولًا نوعيًا في طبيعة الحرب داخل السودان.
ومع استمرار الضربات المتبادلة، تبقى المنشآت الحيوية — كالمطارات ومحطات الكهرباء والمياه — في دائرة الاستهداف، ما يفاقم المخاطر الأمنية ويزيد من تعقيد الوضع الإنساني في مختلف أنحاء البلاد.

Share This Article