أخفق وفد رفيع من وكالات الأمم المتحدة في الحصول على موافقة السلطات السودانية لزيارة إقليم دارفور، خلال وجودهم في مدينة بورتسودان، وذلك بهدف تقييم الأوضاع الإنسانية المتدهورة وتعزيز جهود الإغاثة في المنطقة، وكانت السلطات السودانية قد أعادت في فبراير الماضي فتح معبر “أدري” الرابط بين ولاية غرب دارفور ودولة تشاد، بهدف استمرار تدفق المساعدات الإنسانية لمدة ثلاثة أشهر إضافية، ومع ذلك، أفادت مصادر مطلعة أن الوفد الأممي، الذي وصل إلى مدينة أدري التشادية يوم الخميس الماضي، لم يحصل حتى الآن على إذن لدخول الأراضي السودانية، رغم انتظاره عند المعبر الحدودي، وكان الوفد يعتزم تنفيذ زيارات ميدانية لعدد من المناطق في دارفور لمراقبة الوضع الإنساني عن قرب، وسط تقارير عن تدهور حاد في الأوضاع الصحية والمعيشية.
تشهد مناطق واسعة من دارفور تدهوراً خطيراً في الأوضاع الإنسانية، وفي محيط مدينة زالنجي، سُجل انتشار مرض الغدة، مما أسفر عن وفاة أكثر من 65 طفلاً حتى الآن، كما تستضيف مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، أكثر من 18 ألف أسرة نازحة، فرت من مناطق النزاع في ولايتي الجزيرة والخرطوم، وتواجه أوضاعاً معيشية صعبة للغاية، وفي تصريحات سابقة، أشار مدير الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية بغرب دارفور، ضوالبيت آدم يعقوب، إلى أن الفجوة بين حجم المساعدات المقدمة والاحتياجات الفعلية لا تزال كبيرة، موضحاً أن الدعم المقدم من المنظمات الدولية لا يتجاوز 5% من إجمالي الاحتياجات، وتؤكد تقارير الأمم المتحدة أن إقليم دارفور يواجه أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث تشير التقديرات إلى أن نحو 79% من سكان الإقليم بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة وحماية فورية، في ظل استمرار تفاقم الأوضاع الميدانية وصعوبة وصول الإغاثة إلى المناطق المتضررة.