وفاة مرضى بالكوليرا في جنوب السودان بعد تقليص المساعدات الأميركية: مأساة إنسانية تكشف ثمن السياسات الدولية

3 Min Read

في مأساة إنسانية مؤلمة، توفي ثمانية أشخاص بينهم خمسة أطفال في جنوب السودان أثناء محاولتهم الوصول إلى الرعاية الصحية، بعد أن أجبرهم تقليص الدعم الأميركي على السير ثلاث ساعات تحت درجات حرارة بلغت 40 درجة مئوية للحصول على العلاج. وأعلنت منظمة أنقذوا الطفولة البريطانية أن هذه الوفيات، التي وقعت الشهر الماضي، تُعد من أوائل الحالات التي تُعزى مباشرة إلى تقليص المساعدات الذي فُرض عقب تولي الرئيس الأميركي دونالد ترمب السلطة في يناير الماضي.

قال كريستوفر نياماندي، مدير المنظمة في جنوب السودان ينبغي أن يشعر العالم بالغضب الأخلاقي من قرارات اتخذها قادة أقوياء في دول أخرى، وأسفرت عن وفاة أطفال أبرياء خلال أسابيع فقط.

الخبراء حذروا من أن تقليص أكثر من 90% من عقود الوكالة الأميركية للتنمية الدولية قد يؤدي إلى وفيات جماعية في السنوات المقبلة بسبب أمراض مثل الملاريا والسل والإيدز وسوء التغذية ورغم تصريحات الخارجية الأميركية بعدم توفر معلومات لديها حول هذه الوفيات، أكد متحدث باسم الوزارة استمرار بعض البرامج الطارئة، لكنه أضاف لا يمكننا أن نطلب من دافعي الضرائب الأميركيين تمويل مساعدات تُستخدم لإثراء قادة فاسدين في جنوب السودان وبينما أقرت حكومة جنوب السودان بوجود فساد في القطاع العام، نفت تورط مسؤولين بعينهم أو أفراد من عائلة الرئيس سلفا كير في قضايا كسب غير مشروع.

المساعدات الدولية في جنوب السودان تُمرّر عادة عبر منظمات غير حكومية بسبب المخاوف المستمرة من الفساد الرسمي، وتحديداً في المجالات الطبية والإنسانية ومن جهتها، أكدت منظمة أنقذوا الطفولة أن الدعم الأميركي كان يمكّنها من تشغيل 27 منشأة صحية في ولاية جونقلي، لكن تم إغلاق سبع منشآت كلياً و20 جزئياً بعد خفض التمويل. وأدى وقف خدمات النقل الطبي الممولة أيضاً من الولايات المتحدة إلى وفاة المصابين الثمانية بالكوليرا بعد أن اضطروا للسير إلى أقرب مركز صحي دون وسائل نقل.

ثلاثة من الأطفال الذين قضوا نحبهم كانوا دون سن الخامسة، في وقت تستمر فيه موجة تفشي الكوليرا التي أعلنت في أكتوبر الماضي، مسجلة أكثر من 22 ألف إصابة ومئات الوفيات، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية هذه المأساة تُسلّط الضوء على التأثير المباشر للقرارات السياسية الدولية على حياة الأبرياء، وتثير أسئلة عميقة حول مسؤولية العالم في ضمان عدم تحول الدعم الإنساني إلى أداة للعقاب الجماعي.

Share This Article