في ظل الظروف الاقتصادية الاستثنائية التي تمر بها البلاد، وفي إطار السعي نحو تعزيز الإيرادات العامة وتحقيق فاعلية أكبر في الإدارة المالية، استقبل والي الولاية الشمالية، الفريق ركن عبد الرحمن عبد الحميد إبراهيم، اليوم الثلاثاء، الأمين العام لديوان الضرائب، السيد بدر التمام محمد سعد، وذلك بمقر حكومة الولاية بمدينة دنقلا.
حضر اللقاء مدير عام وزارة المالية بالولاية، الأستاذ أمير حسن البشير، إلى جانب قيادات وإدارة ضرائب الولاية، حيث ناقش الاجتماع الجهود المشتركة بين المركز والولاية لتطوير العمل الضريبي، ورفع كفاءة التحصيل، وتحسين بيئة العمل للعاملين في القطاع المالي.
وتأتي زيارة الأمين العام لديوان الضرائب في سياق جولة تفقدية للعاملين بالديوان في الشمالية، تهدف إلى الاطلاع عن كثب على سير العمل، وتحديد التحديات والمعوقات التي تؤثر على الأداء، والاستماع إلى مطالب ومقترحات العاملين.
وأكد بدر التمام، في تصريحات صحفية أعقبت اللقاء، أن زيارته تأتي في إطار رؤية شاملة لإعادة ترتيب الأولويات داخل ديوان الضرائب، بما يواكب متطلبات المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد.
وأضاف أن الإدارة المركزية للديوان تولي اهتمامًا خاصًا بولايات الشمال، نظرًا لدورها الحيوي في دعم الإيرادات القومية، لافتًا إلى أن زيارة دنقلا تمثل نموذجًا للتواصل الميداني المطلوب في المرحلة القادمة.
وخلال الاجتماع، عبّر الأمين العام عن رضائه الكامل عن الأداء الذي حققته إدارة ضرائب الولاية الشمالية، سواء على مستوى تحصيل الإيرادات الاتحادية أو الولائية، مؤكدًا أن الطواقم العاملة تقوم بدور محوري في المحافظة على موارد الدولة واستمرارية مؤسساتها، وأشار إلى أنه وقف بنفسه على مطالب العاملين ومشكلاتهم في الميدان، مضيفًا أن أبرز التحديات التي تواجه الفرق الضريبية تتعلق بنقص المتحركات، والآليات، والمعدات التقنية، وهي عناصر أساسية لتحسين كفاءة الأداء والوصول إلى كافة المراكز والمحليات.
وتعهّد بدر التمام بالعمل مع الجهات المختصة على توفير تلك الاحتياجات الحيوية في أقرب وقت ممكن، كما دعا إلى زيادة التنسيق بين المركز والولايات في مجالات التدريب، وتحديث أنظمة العمل، وربط التحصيل بالرقمنة لتقليل الفاقد وتعزيز الشفافية.
وفي سياق حديثه، شدّد الأمين العام على أن الضرائب أصبحت المورد الرئيسي للدولة في ظل التحديات الحالية، مؤكدًا أن البلاد تخوض “معركة كرامة اقتصادية” لا تقل أهمية عن التحديات الأمنية والسياسية، وأن الإدارة المالية الفاعلة هي خط الدفاع الأول عن استقرار الوطن.
من جهته، رحّب والي الولاية الشمالية الفريق ركن عبد الرحمن عبد الحميد بالزيارة، وأثنى على جهود ديوان الضرائب، مؤكدًا أن حكومته تولي اهتمامًا خاصًا بملف الإيرادات العامة وتطوير البنية الاقتصادية للولاية، مشددًا على أن الولاية ستواصل دعمها لخطط الإصلاح المالي بما يعزز التنمية المحلية ويحسّن الخدمات الأساسية للمواطنين.
وأضاف الوالي أن حكومة الولاية تعمل على تهيئة البيئة الإدارية والتشريعية لتيسير عمل الأجهزة الضريبية، وخلق شراكات فعالة بين السلطات المالية والقطاعات الإنتاجية.
وفي ختام اللقاء، تم التأكيد على أهمية استمرار الشراكة بين ديوان الضرائب وحكومة الولاية، وعلى ضرورة العمل بروح الفريق الواحد لمواجهة التحديات، وتكثيف الجهود لإعادة بناء الاقتصاد الوطني من القواعد المحلية، وأجمع الحضور على أن المرحلة القادمة تتطلب مزيدًا من التحديث والتخطيط الاستراتيجي، إلى جانب تعزيز ثقافة الامتثال الضريبي وثقة المواطن في المؤسسات المالية، كركيزة أساسية لتعزيز الاستقرار والتنمية.
