والي الخرطوم: مؤشرات إيجابية بانخفاض إصابات الإسهالات المائية مع تشغيل محطات المياه وانطلاق حملات التطعيم

3 Min Read

عقد والي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة اجتماعاً طارئاً مع لجنة الطوارئ الصحية، لمناقشة آخر التطورات الميدانية وخطط الاستجابة المتبعة، وسط مؤشرات أولية توحي بإمكانية السيطرة على انتشار المرض خلال الفترة المقبلة، الاجتماع، الذي شارك فيه مسؤولون من وزارات الصحة، والإعلام، والتنفيذيون من محليات العاصمة، استعرض بالتفصيل الأرقام المحدثة للحالات، ومستوى الالتزام بالبروتوكولات الوقائية، ومدى كفاءة المنشآت الصحية في استقبال المصابين.

رغم القلق المتزايد من ارتفاع أعداد المصابين خلال الأسابيع الماضية، أشارت التقارير الطبية إلى تحسن نسبي في معدلات التعافي، إذ تجاوزت نسبة الشفاء في مراكز العزل 60%، بفضل تعزيز الرعاية المركزة، وتطبيق بروتوكول علاجي موحّد، إلى جانب الدعم الطبي الذي تلقته فرق العزل والعيادات الجوالة، هذا التحسن جاء مدعوماً بتطور لوجستي بالغ الأهمية، تمثل في عودة التيار الكهربائي وتشغيل محطات المياه، مما أسهم بشكل مباشر في تحسين جودة مياه الشرب، وتقليل الاعتماد على مصادر ملوثة ساهمت في تفشي المرض سابقاً.

استراتيجية الاستجابة ترتكز حالياً على محورين متكاملين:

  1. العلاج والرعاية الصحية: زيادة عدد مراكز العزل، وتوسيع نطاق العيادات الجوالة في المناطق الطرفية، وتوفير الأدوية والمحاليل اللازمة.
  2. الوقاية والرقابة: حملات موسعة لتعقيم مصادر المياه، مراقبة الأغذية والمشروبات المعروضة للبيع، إغلاق الكمائن ومراكز البيع العشوائي، ومحاربة الذباب في الأسواق.

وأكدت وزارة الصحة أن جميع مصادر المياه تخضع لفحص يومي، فيما تتواصل حملات التوعية المكثفة لحث المواطنين على اتباع التعليمات الوقائية، لا سيما ما يتعلق بنظافة الطعام والشراب، وغسل اليدين، والابتعاد عن مصادر التلوث، وفي إجراء استباقي، بدأت وزارة الصحة حملة تطعيم ضد الكوليرا في محلية جبل أولياء، بالتوازي مع إغلاق جميع الآبار الارتوازية التي أثبتت التقارير تلوث مياهها، وتهدف هذه الحملة إلى تعزيز مناعة الفئات المعرضة للخطر، وتقليل احتمالات الإصابة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، وقد أوضحت الوزارة أن معظم الحالات الحرجة التي أودت بحياة أصحابها تم تسجيلها في صفوف مواطنين كانوا محتجزين في مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة، وتحديداً في صالحة وجنوب أم درمان، حيث تعرضوا لتناول مياه وطعام ملوثين خلال فترة احتجازهم.

وجّه والي الخرطوم خلال الاجتماع بتكثيف التوعية المجتمعية حول مخاطر الإسهالات المائية، وشدّد على ضرورة تفادي الأطعمة والمشروبات المباعة بطرق عشوائية، كما دعا إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لمراكز العزل، وتوفير الدعم اللوجستي الكامل لفرق الطوارئ، مؤكداً أن الحكومة الولائية سخرت كل إمكانياتها لمحاصرة المرض قبل تحوله إلى وباء شامل.

رغم التحسن النسبي في المؤشرات الصحية، لا تزال التحديات قائمة، خصوصاً في المناطق ذات الخدمات المحدودة، والتي تتطلب دعماً إضافياً من الجهات المركزية والدولية، ومع استمرار تطبيق الخطط الوقائية والتوسع في حملات التطعيم، يُتوقع أن يشهد معدل الإصابات انخفاضاً تدريجياً، إلا أن تحقيق الاستقرار الصحي الكامل يبقى مرهوناً بالتزام المجتمع، وتضافر الجهود الرسمية والشعبية، وتحسين بيئة الخدمات الأساسية بشكل مستدام.

Share This Article