أعلن والي ولاية الجزيرة التزام حكومته بتذليل كافة العقبات التي تعترض تأهيل وصيانة منظومة الري بمشروع الجزيرة، مؤكداً أن نجاح الموسم الزراعي يمثل أولوية استراتيجية للولاية، نظراً لأهميته في تأمين الغذاء الوطني وتعزيز فرص التصدير لدعم الاقتصاد السوداني، جاء ذلك خلال اجتماع موسّع عُقد بمقر وزارة الري بمدينة مدني، ضم مسؤولي الولاية وممثلين عن إدارة مشروع الجزيرة ووزارة الري، حيث تم التأكيد على ضرورة التنسيق المشترك بين الجهات المعنية والمزارعين لوضع خارطة طريق عملية لضمان انطلاقة ناجحة للموسم الزراعي المقبل.
الاجتماع ناقش أهمية الاستفادة من مشاريع حصاد المياه، عبر إقامة حفائر كبرى ومعالجة كسورات قنوات الري، التي تتجاوز 1200 كسراً بحسب التقديرات الفنية، كما تم التأكيد على الاستفادة من الإمكانات المتاحة لدى الهيئة العامة لأعمال الري والحفريات، إلى جانب دعم من شركاء آخرين مثل الشركة الوطنية للحفر والاستثمار والشركة السودانية المصرية، في السياق ذاته، أشار المسؤولون في وزارة الري إلى أن المياه متوفرة في الشبكة العليا الممتدة من خزان سنار وحتى نهاية امتداد مشروع الجزيرة، الذي يبلغ طوله حوالي 220 كيلومتراً، مؤكدين استمرار الجهود لمعالجة الإشكالات في الشبكة الصغرى، وتوفير الإمداد المائي اللازم للمزارعين.
كما نُبّه إلى المخاطر التي تمثلها كمائن الطوب المنتشرة على مسارات القنوات، باعتبارها من بين أبرز المهددات لاستمرارية الري الانسيابي، في وقت تُبذل فيه جهود لمعالجة مشاكل الطلمبات، خاصة في مناطق ود الفضل وحداف، وذلك بعد بدء تشغيل محطة الجنيد في القسم الشرقي من المشروع، يُذكر أن مشروع الجزيرة يُعد من أهم المشاريع الزراعية في السودان، وقد شهد خلال السنوات الأخيرة تراجعاً ملحوظاً نتيجة الأزمات المتكررة، فيما تسعى الحكومة حالياً إلى إعادة تأهيله كأحد أعمدة الأمن الغذائي في البلاد.