في تطور يعكس تصاعد الحراك الدبلوماسي حول الأزمة السودانية، أعلن مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون أفريقيا، مسعد بولس، أنه عقد اجتماعًا مطولًا مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، على هامش أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، خصص بالكامل لمناقشة مستقبل مسار السلام في السودان.
وأكد بولس، في بيان مقتضب نشره عبر منصة “إكس”، أن اللقاء تناول بعمق تطورات الوضع الميداني والسياسي في السودان، إلى جانب آليات تعزيز التنسيق بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، بما ينسجم مع الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى وضع حد للحرب المستمرة منذ أبريل 2023.
يأتي هذا اللقاء في سياق التحركات المستمرة للرباعية الدولية (الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، مصر)، والتي سبق أن رعت “إعلان جدة” الهادف إلى حماية المدنيين وتهيئة المناخ لوقف إطلاق النار. غير أن التباينات الإقليمية وعدم التزام الأطراف المتحاربة بترتيبات سابقة، حال دون الوصول إلى اتفاق دائم، ما جعل التنسيق الأمريكي – السعودي يحظى بأهمية خاصة في هذه المرحلة.
يرى مراقبون أن واشنطن والرياض تسعيان إلى استعادة زمام المبادرة عبر الدفع باتجاه تسوية سياسية شاملة، تبدأ بوقف إطلاق نار إنساني، ثم الانتقال إلى عملية سياسية تقودها حكومة مدنية مستقلة. ويؤكد خبراء أن هذا التقارب يعكس إدراكًا متزايدًا بأن استمرار الحرب يهدد استقرار الإقليم بأكمله، ويضاعف من حدة الأزمات الإنسانية التي تعصف بملايين المدنيين.
رغم غياب تفاصيل دقيقة عن مخرجات اللقاء، إلا أن تصريحات بولس تشير إلى توافق أمريكي – سعودي على ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية وتنسيق المواقف مع الأطراف الإقليمية والدولية الأخرى. ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة جولات إضافية من المشاورات، سواء داخل الأمم المتحدة أو عبر مسارات موازية، لبلورة خارطة طريق توقف النزاع وتعيد السودان إلى مسار الاستقرار السياسي.