أعلن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، خلال جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، عن توجه إدارة بلاده لتعيين مبعوث جديد للسودان، في ظل استمرار النزاع المسلح بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وتصاعد المخاوف من تأثيرات إقليمية محتملة للأزمة، وقال روبيو إن الصراع في السودان قد يتحول إلى حرب بالوكالة إذا لم يتم احتواؤه بسرعة، محذراً من تداعياته على استقرار المنطقة، وأضاف أن الوضع يتطلب تحركاً دبلوماسياً عاجلاً، مؤكداً أن بلاده بصدد مراجعة الجهود السابقة في الملف السوداني، ومنها دعم المسارات السياسية والإنسانية.
خلال الجلسة، أبدى عدد من أعضاء مجلس الشيوخ قلقهم إزاء تراجع المساعدات الإنسانية المخصصة للسودان، ولفت السيناتور كوري بوكر إلى أن تجميد تلك المساعدات أدى إلى إغلاق نحو 80% من مطابخ الطعام، ما تسبب في أزمة غذائية تهدد أكثر من مليوني شخص، كما أشار السيناتور كريس فان هولدن إلى أن كميات من المساعدات الغذائية لا تزال مكدسة في المستودعات، غير قادرة على الوصول إلى المستحقين بسبب الأوضاع الأمنية والإجراءات اللوجستية المعقدة، ما يستدعي إعادة تقييم آليات الدعم.
منذ انتهاء مهام المبعوث الأميركي السابق للسودان، توم بيريلو، الذي قاد جهود التفاوض في جنيف عام 2024 دون نتائج ملموسة، لم تُعيّن الإدارة الأميركية بديلاً له، ويأمل مراقبون أن يسهم تعيين مبعوث جديد في إعادة تنشيط الدور الأميركي في دعم جهود وقف إطلاق النار واستئناف المسار السياسي، وفي هذا السياق، أكد روبيو أن وزارة الخارجية تراجع أثر قرار تقليص رحلات الأمم المتحدة الجوية لنقل المساعدات الإنسانية إلى السودان، مشيراً إلى أن الوضع في البلاد يمثل واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية على مستوى العالم حالياً.
ويأتي الإعلان عن نية تعيين مبعوث جديد في وقت يواجه فيه السودان أزمات متداخلة تشمل الانهيار الخدمي والاقتصادي وتفاقم الاحتياجات الإنسانية، بينما تتعثر المساعي الإقليمية والدولية في تحقيق اختراق فعلي في جهود الوساطة ووقف الأعمال القتالية، ويترقب المراقبون الخطوات المقبلة من واشنطن، في ظل دعوات متزايدة داخل الكونغرس الأميركي لتعزيز الانخراط الدبلوماسي والإنساني، وضرورة مراجعة السياسات السابقة التي انعكست سلباً على الوضع الإنساني في السودان.