واشنطن تدين استهداف منشآت إنسانية في السودان وتدعو إلى حماية المساعدات وسط تصاعد الأزمة

3 Min Read

في ظل اشتداد النزاع المسلح وتدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها العميق إزاء تقارير تحدثت عن قصف طال منشأة تابعة لإحدى أكبر المنظمات الدولية المعنية بتقديم المساعدات الغذائية في مدينة تقع في غرب البلاد، الحادث، الذي وصف بأنه “انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني”، يأتي في وقت يواجه فيه ملايين السودانيين خطر الجوع والمرض والنزوح القسري.

وأشار مسؤول أميركي رفيع معني بالشؤون الإفريقية والشرق أوسطية إلى أن استهداف البنية التحتية الإنسانية لا يمثل فقط خرقاً صارخاً للأعراف والقوانين الدولية، بل يقوض أيضاً الجهود الدولية المتواصلة لإيصال المساعدات الضرورية للمدنيين المتضررين من النزاع، وأوضح أن بلاده تتابع مجريات الوضع في الإقليم عن كثب، مؤكداً على ضرورة ضمان وصول آمن ومستمر للمساعدات الإنسانية، ومحاسبة أي طرف يثبت تورطه في تعريض المدنيين أو العاملين في المجال الإغاثي للخطر، وفي بيان منفصل، دانت جهة مسؤولة في وزارة الخارجية الأميركية بشدة ما وصفته بـ”الهجمات العشوائية على المناطق المدنية”، داعية جميع الأطراف المنخرطة في النزاع إلى احترام التزاماتها القانونية والأخلاقية بموجب القانون الدولي، وبالأخص ما يتعلق بحماية المدنيين والمنشآت الإنسانية.

تأتي هذه الإدانات في أعقاب تقارير محلية من داخل المدينة تحدثت عن قصف طال مخازن تابعة للمنظمة الإنسانية، أدى إلى اندلاع حرائق ضخمة أتلفت كميات كبيرة من المواد الغذائية والإمدادات اللوجستية المخصصة للأسر المتضررة من النزاع، كما تحدثت جهات مدنية عن قصف استهدف مناطق سكنية بشكل متكرر، مما أثار حالة من الذعر بين السكان وفاقم من هشاشة الوضع الإنساني، خاصة في ظل انقطاع المياه، النقص الحاد في الأغذية، وتراجع الخدمات الطبية، ويزيد من تعقيد المشهد فرض حصار مطبق على المدينة منذ أسابيع، حيث تعطلت خطوط الإمداد وأُعيقت جهود المنظمات الدولية في إيصال المساعدات، وهو ما دفع جهات حقوقية وإنسانية إلى التحذير من كارثة وشيكة في حال استمرار التصعيد العسكري وإغلاق ممرات الإغاثة.

ويُعد الوضع في المدينة ومحيطها من أكثر الحالات إلحاحاً على المستوى الإنساني في البلاد، لا سيما مع تصاعد الهجمات خلال الأسابيع الأخيرة، وتُشير التقارير إلى أن أحد مخيمات النازحين القريبة، الذي كان يضم آلاف الفارين من مناطق النزاع، شهد تصعيداً خطيراً في أعمال العنف بعد سيطرة قوات مسلحة عليه، ما أدى إلى تدهور الأوضاع داخله بشكل سريع.

وفي ختام بيانها، دعت الولايات المتحدة كافة الأطراف السودانية إلى الالتزام الصارم بالقانون الدولي الإنساني، ووقف الاستهداف المباشر أو غير المباشر للمرافق التابعة للمنظمات الإنسانية، كما طالبت بتوفير الحماية الكاملة للعاملين في المجال الإغاثي، وضمان حرية حركتهم، مؤكدة أن استمرار استهداف المرافق الإنسانية لا يهدد أرواح المدنيين فحسب، بل يعمّق أيضاً معاناة شعب يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث.

Share This Article