نقابة الأطباء: 346 وفاة بالكوليرا في الخرطوم والوباء ينتشر في ست ولايات وسط تحذيرات من كارثة صحية

4 Min Read

أعلنت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان عن تفشي واسع لوباء الكوليرا في ست ولايات سودانية، في ظل تدهور مستمر في الخدمات الطبية وانهيار كبير في البنية التحتية الصحية، خاصة في المناطق المتأثرة بالنزاع المسلح، وأكدت النقابة أن العاصمة الخرطوم سجلت أعلى معدل للوفيات، وسط دعوات لتدخل عاجل من السلطات والمنظمات الإنسانية، وبحسب النقابة، فإن موجة الكوليرا الجديدة انطلقت من مدينة أم درمان بولاية الخرطوم، حيث اضطر المواطنون لاستخدام مصادر مياه غير آمنة، عقب توقف محطات المياه بسبب انقطاع التيار الكهربائي الناتج عن استهداف محطات الكهرباء بطائرات مسيّرة خلال المواجهات العسكرية في المنطقة.

وقالت أديبة إبراهيم السيد، عضو اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء، إن الوباء بات في تزايد مستمر في ولايات الخرطوم، الجزيرة، نهر النيل، الشمالية، سنار، وشمال كردفان، وأضافت أن صعوبة الوصول إلى بيانات دقيقة من بعض المناطق تحول دون إصدار أرقام نهائية موثوقة، إلا أن التقديرات تشير إلى أن ولاية الخرطوم وحدها سجلت 346 حالة وفاة مؤكدة، فيما تم تسجيل 57 وفاة في شمال كردفان، 45 في الجزيرة، و33 في نهر النيل، وفي منطقة أمبدة غربي أم درمان، قال أحد أعضاء غرفة الطوارئ إن المنطقة شهدت تفشياً ملحوظاً لحالات الإسهالات المائية والنزلات المعوية، بسبب تلوث مياه الشرب. وسُجلت 291 حالة اشتباه بالكوليرا، و25 حالة وفاة خلال الأيام القليلة الماضية.

حذرت غرف الطوارئ المحلية من احتمال تفاقم الوضع بشكل كارثي في حال عدم تدخل السلطات الصحية بشكل عاجل، لا سيما عبر توفير المياه الصالحة للشرب والأدوية والمحاليل الوريدية، إلى جانب إرسال فرق استجابة سريعة لتحديد مصادر التلوث ومنع استخدامها فوراً، وفي منطقة شرق النيل، أفاد أحد أعضاء غرفة الطوارئ بتسجيل أكثر من 65 حالة إصابة بالكوليرا في مستشفى البان جديد، مع مؤشرات على انتشار أوسع للحالات في مناطق أخرى مثل أم ضوابان، حيث تعمل فرق الطوارئ على تتبع الإصابات وحصر الأعداد.

وفي سياق متصل، قال عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء السابق ورئيس التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود)، إنه أجرى اتصالات بعدد من الجهات الإقليمية والدولية العاملة في المجالين الصحي والإنساني بشأن الوضع الصحي المتدهور في السودان، ودعا المنظمات الإنسانية إلى تقديم استجابة عاجلة لاحتواء الكارثة المتصاعدة، وأشار حمدوك إلى أن البلاد تشهد أزمة صحية غير مسبوقة، تتطلب تنسيقاً دولياً واسع النطاق لضمان استمرار تقديم الرعاية الصحية الأساسية للسكان، خصوصاً في المناطق التي تضررت بشدة من الحرب والنزوح.

وتخشى جهات طبية وإنسانية من أن يؤدي تفشي الكوليرا على هذا النطاق إلى انهيار المنظومة الصحية في البلاد، خاصة مع توقف أكثر من 80% من المرافق الصحية في مناطق النزاع، وغياب ما يقرب من 45% من المراكز الطبية العاملة في المناطق الأخرى، ما يجعل مواجهة الأوبئة وتقديم العناية الطبية للمواطنين مهمة شاقة في ظل الظروف الحالية.

مع استمرار انتشار الكوليرا وتزايد معدلات الوفيات، تؤكد التقارير الميدانية أن الوضع الصحي في السودان بات يقترب من نقطة الانفجار، وتبقى الاستجابة العاجلة من المؤسسات الصحية الوطنية والدولية العامل الحاسم في تفادي كارثة إنسانية قد تطال ملايين السكان، في وقت يواجه فيه السودان أزمات متشابكة في الصحة، والغذاء، والنزوح، وانهيار البنية التحتية.

Share This Article