أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أن ما بين 60 ألف و80 ألف أسرة نزحت من مخيم زمزم للنازحين في ولاية شمال دارفور، وذلك عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المخيم بعد هجوم استمر أربعة أيام، وأكدت تقارير أممية أن الاشتباكات التي دارت حول مخيمي زمزم وأبو شوك ومدينة الفاشر يومي الجمعة والسبت، أسفرت عن مقتل أكثر من 300 مدني، بينهم 10 من العاملين في المجال الإغاثي بمنظمة دولية كانوا يديرون مركزاً صحياً داخل المخيم.
وأوضحت مفوضية العون الإنساني في شمال دارفور أن النزوح العكسي نحو مدينة الفاشر، الذي بدأ عقب الهجوم، ينذر بعواقب إنسانية خطيرة، في ظل تزايد أعداد الفارين وتردي الأوضاع الصحية والغذائية، وتُعد مدينة الفاشر آخر عاصمة ولاية تحت سيطرة الجيش في إقليم دارفور، وتشهد تصعيداً مستمراً في العمليات العسكرية، وقالت تنسيقية لجان المقاومة إن المدينة أصبحت مركزاً لمعارك عنيفة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.
وبحسب شهود عيان، دخلت عربات عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع إلى المخيم وسط إطلاق نار كثيف، ما أثار حالة من الذعر بين المدنيين، وتسبب في موجة نزوح جماعية.
من جانبه، قال محمد فيصل، المتحدث باسم شبكة أطباء السودان، إن القصف المدفعي على مدينة الفاشر ومخيم زمزم يمثل تصعيداً خطيراً في أعمال العنف، محذراً من أن استمرار استهداف المدنيين “قد يؤدي إلى كارثة إنسانية على نطاق واسع، خاصة مع وجود أكثر من نصف مليون نازح في المنطقة معظمهم من النساء والأطفال”.
وتتواصل الدعوات المحلية والدولية لوقف إطلاق النار في دارفور، مع تزايد المخاوف من اتساع نطاق النزاع وتفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها المدنيون في شمال دارفور ومناطق أخرى من البلاد.