أعلن عبد الرحيم دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع، أن قواته تواصل التقدم في عدد من محاور القتال بولايات كردفان، متوعداً بالتحرك نحو مدن رئيسية في شمال ووسط وشرق السودان، بينها الأبيض وكوستي والخرطوم وبورتسودان، في ظل تصاعد النزاع المسلح المستمر في البلاد منذ أبريل 2023، وفي كلمة ألقاها أمام قوات الدعم السريع في موقع لم يُكشف عنه، قال دقلو إن قواته حققت “تقدماً كبيراً” في محاور الدبيبات والحمادي في ولاية جنوب كردفان، والخوي في ولاية غرب كردفان، وأضاف أن “الانتصارات العسكرية الأخيرة” تمثل نقطة انطلاق نحو ما وصفه بـ”زحف أوسع” في اتجاه مدن إستراتيجية.
وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت، في وقت سابق، سيطرتها على عدد من المناطق في ولايتي جنوب وغرب كردفان، من بينها الدبيبات والحمادي وكازقيل، بالإضافة إلى الخوي وأم صميمة، إلا أن مقاطع مصورة تداولها جنود من الجيش السوداني أظهرت وجوداً لقوات الجيش في أم صميمة الواقعة غرب مدينة الأبيض، ما يشير إلى تضارب في الروايات بشأن السيطرة الميدانية على المنطقة، وخلال خطابه، أشار عبد الرحيم دقلو إلى وجود تنسيق ميداني بين قوات الدعم السريع وعدد من الكيانات السياسية والعسكرية المنضوية تحت مظلة “تحالف تأسيس السودان”، من ضمنها قوات الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، وقوات حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس، مؤكداً أن هذه القوى تشارك ميدانياً في المعارك، كما تحدث عن انضمام مرتقب لقوات تابعة لحركة قوى تجمع السودان بقيادة الطاهر حجر.
في المقابل، قلل حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان، مني أركو مناوي، التي تقاتل إلى جانب القوات المسلحة، من شأن ما وصفه بـ”التحركات الأخيرة” لقوات الدعم السريع في كردفان، واعتبرها جزءاً من عملية إعادة تنظيم، وكتب مناوي في منشور على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك: “إعادة التنظيم والتركيز على الخطوات القادمة لا يعني التراجع أو الضعف”، مضيفاً أن القوات المسلحة والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية لا تزال قادرة على تحقيق النصر، كما حدث في مناطق سابقة مثل جبل موية وسنار والجزيرة والخرطوم.
وأكد مناوي على التزامه بدعم ما وصفه بـ”قضية الوطن”، مشيراً إلى أن “فرحة النصر ستصل قريباً إلى سكان كردفان ودارفور”، وتأتي هذه التصريحات المتبادلة بين طرفي النزاع في ظل استمرار التدهور الأمني والإنساني في عدة ولايات، خاصة في مناطق غرب وجنوب البلاد، حيث تعاني المدن من نقص حاد في المواد الغذائية والدواء، بالإضافة إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين بسبب الاشتباكات المتكررة، وفي ظل غياب أي مؤشرات على تهدئة فورية، تتواصل الدعوات المحلية والدولية لوقف إطلاق النار، وتهيئة المناخ لعملية سياسية شاملة تنهي النزاع وتستعيد الاستقرار في السودان.