في إطار الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء النزاع الدامي في السودان، جددت روسيا دعوتها إلى ضرورة الوقف الفوري للقتال، والشروع في حوار وطني شامل يمهد الطريق نحو تسوية سياسية شاملة ومستدامة وجاء ذلك خلال اجتماع عقده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره السوداني علي الصادق الشريف، على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي في تركيا، حيث ناقش الجانبان تطورات الأزمة السودانية، وسبل دفع العملية السياسية إلى الأمام.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان رسمي تم خلال اللقاء إيلاء اهتمام خاص لتطورات الوضع العسكري والسياسي في السودان، مع التركيز على أهمية التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة المستمرة، مشيرة إلى أن روسيا تؤكد على ضرورة الوقف السريع للمواجهات المسلحة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وأضاف البيان أن الجانبين شددا على أهمية إطلاق حوار وطني شامل يضم مختلف القوى السياسية والمجتمعية في السودان، باعتباره السبيل الوحيد لإعادة الاستقرار وبناء سلام دائم ينهي معاناة الشعب السوداني المستمرة منذ أكثر من عام.
إلى جانب الملف السياسي، بحث الوزيران تعزيز التعاون الثنائي بين روسيا والسودان في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والتجارة والطاقة كما اتفق الطرفان على مواصلة التنسيق السياسي الوثيق في المحافل الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، بهدف دعم القضايا ذات الاهتمام المشترك ودفع الحلول السلمية في مناطق النزاع ويأتي هذا اللقاء في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية من أجل إنهاء الحرب في السودان، وسط تحذيرات منظمات أممية من تفاقم الكارثة الإنسانية وتهديد وحدة البلاد واستقرار الإقليم.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا تتخذ موقفاً داعماً للحل السلمي في السودان، لكنها تؤكد على ضرورة أن تكون التسوية نابعة من إرادة وطنية سودانية خالصة، دون تدخلات خارجية تملي شروطاً على الأطراف ويعكس اللقاء بين لافروف والشريف اهتمام موسكو المتزايد بدورها في القارة الأفريقية، وحرصها على الحفاظ على علاقاتها مع الخرطوم، لا سيما في ظل التنافس الدولي على النفوذ السياسي والاقتصادي في السودان ومحيطه الإقليمي ومع استمرار الحرب وتزايد أعداد النازحين والضحايا، تظل الأنظار موجهة نحو جهود الوساطة التي يمكن أن تضع حداً لمأساة إنسانية وإنمائية تهدد مستقبل السودان بأسره.
