تشهد محلية الدبة في الولاية الشمالية موجة نزوح جديدة من ولاية شمال دارفور، حيث استقبلت أكثر من 1,298 أسرة نازحة خلال الأسابيع الماضية، يُقدر عدد أفرادها بنحو 4,580 شخصاً، غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن، وتأتي هذه الموجة الجديدة نتيجة تصاعد الأعمال القتالية في مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها خلال شهر أبريل، حيث فرّت أعداد متزايدة من الأسر من مناطق مثل الفاشر، مخيم زمزم، ومليط، بحثاً عن ملاذ آمن في محلية الدبة.
وتشير التقارير إلى أن المنطقة تستقبل يومياً ما بين 20 و25 أسرة جديدة، ما أدى إلى بلوغ مراكز الإيواء المحلية طاقتها القصوى، وناشد القائمون على إدارة المراكز الجهات المختصة والمنظمات الإنسانية بتوفير الدعم اللازم لتلبية الاحتياجات الأساسية للنازحين، خاصة مع تزايد الضغط على البنية التحتية والخدمات المحدودة، وتعاني الأسر النازحة من نقص حاد في المأوى، واحتياجات ماسة للملابس، والأحذية للأطفال، بالإضافة إلى ضعف في خدمات الصرف الصحي، وقد تم تسجيل مبادرات مجتمعية ومحلية لتقديم الدعم، شملت توفير وجبات غذائية في بعض المواقع مثل مركز “حوش مليط”، بدعم من الأهالي وبعض المنظمات.
من جهة أخرى، وصول نحو 560 نازحاً إلى مدينة طويلة غرب الفاشر، قادمين من مخيم زمزم وأبشوك ومدينة الفاشر، في أعقاب التطورات الأمنية التي شهدها معسكر زمزم خلال شهر أبريل، وتشهد مدينة الفاشر اشتباكات عنيفة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الحركات المسلحة من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، وسط حصار مطبق على المدينة منذ مايو الماضي، ما ساهم في تعقيد الأوضاع الإنسانية وزيادة أعداد النازحين، ويُتوقع استمرار تدفق النازحين إلى مناطق أكثر استقراراً، ما لم يتم التوصل إلى حلول عاجلة لاحتواء التصعيد وتأمين الممرات الإنسانية وتوفير الاستجابة الطارئة للمتضررين.