شهدت مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور اليوم مواجهات عسكرية عنيفة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وسط تصاعد التوترات الأمنية وتدهور الأوضاع الإنسانية في المدينة، وذكرت قوات الدعم السريع قد اقتربت من مواقع قريبة من مقر الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني، وسيطرت على بعض المواقع الاستراتيجية في محيط المدينة، وأكدت الفرقة السادسة، عبر منشور على منصتها الرسمية في فيسبوك، أنها تخوض معركتها رقم 208، مشيرة إلى تحقيق تقدم ميداني في عدد من المحاور، معربة عن ثقتها بقرب تحقيق النصر واستعادة السيطرة الكاملة على المواقع الحيوية بالمدينة.
في المقابل، أعلنت تنسيقية لجان المقاومة بمدينة الفاشر أن قوات الدعم السريع تشن هجوماً عنيفاً على أحياء وسط المدينة، مما أدى إلى تصاعد حدة الاشتباكات في مناطق سكنية مأهولة، وأشارت إلى أن استمرار القتال يفاقم المخاوف الإنسانية، مع معاناة المدنيين من أوضاع معيشية صعبة في ظل تراجع الخدمات الأساسية، وأعلنت تنسيقية لجان المقاومة توقف عدد من “التكايا” والمطابخ الخيرية عن تقديم خدماتها مؤقتاً نتيجة لتدهور الوضع الأمني، مما ينذر بحدوث أزمة غذائية حادة وسط المدنيين، خاصة الفئات الضعيفة مثل الأطفال وكبار السن، ودعت التنسيقية إلى ضرورة التحرك العاجل لفك الحصار عن المدينة وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
كشفت لجان المقاومة عن رصد تحليق طائرات مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع فوق سماء مدينة الفاشر، ما اعتبرته تصعيداً عسكرياً إضافياً يزيد من حالة التوتر والقلق بين السكان، وأكدت التنسيقية استمرار المعارك العنيفة بين الجيش والقوات المساندة له من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، لافتة إلى أن المعارك باتت تتركز بشكل خاص في عدد من الأحياء السكنية، مما يزيد من خطورة الوضع على حياة المدنيين، في ظل تصاعد القتال، تتزايد الدعوات المحلية والدولية إلى ضرورة حماية المدنيين، وتخفيف وطأة العمليات العسكرية داخل المناطق السكنية، وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة التي تعيشها مدينة الفاشر.