أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الهجمات على المرافق الصحية في السودان تتصاعد بشكل مقلق، حيث تم تسجيل 17 هجوماً في الأسابيع الأخيرة. تأتي هذه الهجمات في وقت يشهد فيه السودان انتشاراً كبيراً لأمراض الكوليرا والحصبة والإسهال المائي، مما يزيد من حدة الأزمة الإنسانية في البلاد. حيث تسببت الهجمات المتكررة على المرافق الصحية في تعطيل الخدمات الطبية وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية الصحية. هذا الوضع يزيد من صعوبة تقديم الرعاية الطبية اللازمة للمصابين والمرضى، ويعوق جهود الاستجابة الطارئة للأمراض المنتشرة.
أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن استمرار الهجمات على المرافق الصحية يعرض حياة العاملين في المجال الطبي للخطر ويزيد من تفاقم الوضع الصحي في البلاد. هذه الهجمات تخلق بيئة غير آمنة تعيق قدرة الفرق الطبية على تقديم الرعاية اللازمة.
تشهد السودان انتشاراً كبيراً لمرض الكوليرا، حيث زادت حالات الإصابة للضعف مقارنة بمستوياتها قبل الحرب. هذا الانتشار السريع يعزى إلى تدهور البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، ونقص الوصول إلى المياه النظيفة. تعد ايضا الحصبة من الأمراض الأخرى التي تشهد انتشاراً كبيراً، خاصة بين الأطفال. انخفاض معدلات التطعيم بسبب النزاع يعزز انتشار هذا المرض الفيروسي. وانتشار مرض الإسهال المائي هو نتيجة مباشرة لتدهور الأوضاع الصحية ونقص النظافة. الأطفال هم الأكثر عرضة لهذا المرض، والذي يمكن أن يكون مميتاً إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح.
تعمل منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع الشركاء الدوليين والمحليين على تقديم الدعم الصحي الطارئ في السودان. تشمل هذه الجهود توفير الأدوية والمستلزمات الطبية، وتحسين الوصول إلى المياه النظيفة، وتنفيذ حملات تطعيم للحد من انتشار الأمراض. وتقوم المنظمة بتكثيف حملات التوعية الصحية لتعليم الناس كيفية الوقاية من الأمراض المعدية، وأهمية النظافة الشخصية، وضرورة الحصول على التطعيمات اللازمة.
تشكل الأوضاع الأمنية المتدهورة في السودان تحدياً كبيراً أمام جهود الاستجابة الصحية. تدعو منظمة الصحة العالمية جميع الأطراف المتنازعة إلى احترام القانون الدولي الإنساني، وحماية المرافق الصحية والعاملين فيها. وتطالب المنظمة بزيادة الدعم الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية للسودان. هناك حاجة ماسة لتوفير التمويل والموارد اللازمة لتعزيز الاستجابة الصحية، وتحسين البنية التحتية الصحية المتهالكة.
أعربت العديد من الدول والمنظمات الدولية عن قلقها البالغ إزاء تصاعد الهجمات على المرافق الصحية في السودان. دعت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إلى وقف فوري للعنف، وضمان حماية المدنيين والمرافق الحيوية. وقدمت بعض الدول مساعدات طبية وإنسانية عاجلة لدعم جهود منظمة الصحة العالمية في السودان. هذه المساعدات تشمل إرسال فرق طبية متخصصة، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية.
تواجه السودان أزمة صحية حادة تتفاقم بسبب تصاعد الهجمات على المرافق الصحية وانتشار الأمراض المعدية. في ظل هذه الأوضاع الصعبة، تظل الجهود الدولية والمحلية حيوية لتقديم الدعم الصحي الطارئ، وتحسين الظروف المعيشية للسكان المتضررين. يبقى الأمل معلقاً على تحقيق استقرار أمني يمكن من خلاله تنفيذ الاستجابة الصحية بشكل فعال، وإنقاذ حياة الآلاف من المدنيين.
