حذرت ثلاث منظمات إغاثة دولية من أزمة جوع غير مسبوقة في السودان، مشيرة إلى أن الظروف القاسية أجبرت العديد من العائلات على أكل أوراق الأشجار والحشرات للبقاء على قيد الحياة. في بيان مشترك، أكدت كل من المجلس النرويجي للاجئين والمجلس الدنماركي للاجئين ومؤسسة “ميرسي كوربس” أن السودان يشهد أزمة جوع ذات مستويات “تاريخية”، منددة بما وصفته باللامبالاة من جانب المجتمع الدولي.
تفاقم الأزمة الإنسانية
أشارت المنظمات إلى أن أكثر من 25 مليون شخص في السودان، أي أكثر من نصف سكان البلاد، يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد. ووصفت الوضع بأنه “صمت يصم الآذان”، حيث يموت الناس من الجوع يومياً دون استجابة كافية من المجتمع الدولي. وأكدت المنظمات أن خطة الاستجابة الإنسانية لم يتم تمويلها إلا بنسبة 41%، مما يعرقل جهود الإغاثة.
تأثير الحرب على الغذاء والزراعة
تسبب الصراع الدائر منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان و”قوات الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو في تدمير البنية التحتية الحيوية في البلاد، بما في ذلك قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية. كما أفادت منظمات الإغاثة بأن الغذاء يُستخدم كسلاح في النزاع، مما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني.
الخسائر البشرية والنزوح
أسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف، وقد تصل الحصيلة الفعلية إلى 150 ألف قتيل. كما نزح أكثر من 10 ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى دول مجاورة، مما يزيد من الضغط على الموارد الشحيحة في البلاد. وخرج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة، مما يزيد من صعوبة تقديم الرعاية الطبية للمتضررين.
دعوة عاجلة للتحرك
طالبت منظمات الإغاثة المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لمعالجة أزمة الجوع في السودان، محذرة من أن الوفيات الناجمة عن المجاعة قد تتجاوز عدد القتلى الناتج عن العنف. ودعت إلى زيادة التمويل والدعم لجهود الإغاثة الإنسانية لتجنب كارثة أكبر.
خلصت مراجعة أصدرتها وكالات الأمم المتحدة الشهر الماضي إلى أن مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور يشهد مجاعة مستمرة، محذرة من أن النزاع وعدم القدرة على إيصال المساعدات الإنسانية هي العوامل الرئيسية وراء هذه المجاعة.