كشف سامي طاهر، منسق الكتلة المدنية للسلام والتنمية في السودان، عن الأسباب التي أدت إلى عدم تحقيق نتائج ملموسة في مؤتمر لندن الأخير، الذي عقد لمناقشة سبل إنهاء النزاع المستمر في البلاد، وفي تصريحاته أوضح طاهر أن المؤتمر تأثر بتحكم بعض الأطراف الداخلية في إدارة الدعوات والمشاركة، وهو ما اعتبره أحد الأسباب الرئيسية التي حالت دون توافق الأطراف على خطوات مشتركة لوقف الحرب، وأشار إلى أن هذا الوضع أضعف فرص نجاح المؤتمر، الذي كان يأمل فيه السودانيون كخطوة نحو إحلال السلام.
وأضاف أن السودان شهد خلال العامين الماضيين عدداً كبيراً من اللقاءات والمؤتمرات الإقليمية والدولية، شملت أديس أبابا، جيبوتي، القاهرة، جدة، المنامة، باريس، وأخيراً لندن، ولفت إلى أن تلك المبادرات ركزت على وقف القتال واستعادة الحكم المدني والديمقراطي الذي طالبت به ثورة ديسمبر 2018، ورغم الجهود الإنسانية والمساعدات التي قدمها المجتمع الدولي للسودانيين المتأثرين بالنزاع، تساءل طاهر عن غياب تمثيل قطاعات واسعة من قوى المجتمع المدني، من تنظيمات ثورية، نسوية، مهنية، دينية، أهلية، وفنية، في هذه المحافل، واعتبر أن غياب هذا التنوع في التمثيل أدى إلى ضعف فعالية المؤتمرات وعدم قدرتها على الوصول إلى حلول متفق عليها.
وأشار منسق الكتلة المدنية إلى أن استمرار النزاع يعود جزئياً إلى عدم توحيد الجبهة المدنية، وغياب صوت شامل يعبر عن مختلف فئات وشرائح الشعب السوداني، ودعا إلى ضرورة تنسيق الجهود الوطنية والضغط من أجل إيقاف الحرب، مؤكداً أن غياب التمثيل المتوازن يعيد إنتاج الأوضاع التي أدت إلى الأزمة الراهنة، ويذكر أن الحرب المستمرة في السودان دخلت عامها الثالث، وسط مساعي إقليمية ودولية متواصلة لإيجاد تسوية سلمية تنهي النزاع وتعالج تبعاته الإنسانية والسياسية.