قال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، إن الهجوم الأخير الذي استهدف مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، نفذته قوات الدعم السريع من خمسة محاور، بقيادة الفريق عبد الرحيم دقلو، شقيق قائد القوات، وأضاف أن المدينة تشهد تصعيداً عسكرياً واسعاً، وسط أوضاع إنسانية متدهورة يعيشها السكان، وأوضح مناوي، أن الهجوم استخدم فيه نفس الأسلوب القتالي الذي سبق استخدامه في معسكر زمزم، مشيراً إلى تصاعد القتال في ظل تعقيد الوضع الأمني في المدينة.
وتشهد مدينة الفاشر منذ يوم الإثنين اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث اندلع القتال في عدد من الأحياء، وسط استخدام مكثف للأسلحة الثقيلة، وأن المعارك تتسبب في نزوح متواصل للسكان، إضافة إلى تعطل الخدمات الأساسية ونقص حاد في المواد الغذائية والدوائية.
من جانبها، أصدرت حكومة ولاية شمال دارفور بياناً أكدت فيه تعرض المدينة لقصف مدفعي مكثف، تلاه هجوم بري واسع النطاق، وأشار البيان إلى أن الهجوم تم عبر ثلاثة محاور رئيسية، وتصدت له القوات المسلحة بمساندة القوات المشتركة، والشرطة، وجهاز المخابرات، وقوات محلية للدفاع عن النفس، وأوضح البيان أن القوات الحكومية كبدت المهاجمين خسائر كبيرة، ودمرت عدداً من العربات القتالية، في حين تواصلت الاشتباكات في بعض أطراف المدينة.
في تطور موازي، أعلنت قوات الدعم السريع عن استعدادها لفتح ممرات آمنة لقوات الجيش والقوات المساندة له، لتسهيل خروجهم من المدينة، وهو ما اعتبرته خطوة لتقليل الخسائر وتخفيف المعاناة عن المدنيين العالقين في مناطق الاشتباكات.
وتحذر منظمات إنسانية محلية من تفاقم الوضع الإنساني في الفاشر، مشيرة إلى نقص المواد الغذائية، وتعطل خدمات الإغاثة، وصعوبة التنقل في ظل القتال المتواصل، كما توقفت عدد من المبادرات المجتمعية، مثل المطابخ الخيرية، عن العمل نتيجة الأوضاع الأمنية المتردية، وسط هذا التصعيد، تتزايد الدعوات إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية للتدخل من أجل وقف إطلاق النار، وضمان حماية المدنيين، وفتح ممرات آمنة للإغاثة الإنسانية، وتُعد مدينة الفاشر من آخر المناطق الرئيسية في دارفور التي لا تزال تحت سيطرة القوات المسلحة، ما يجعل المعركة عليها ذات بعد استراتيجي كبير في مسار النزاع.