شهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تطوراً عسكرياً لافتاً بمقتل اللواء هارون صالح ضيفة، الشهير بـ”هارون أبو طويلة”، قائد ركن الاستخبارات العسكرية وأحد أبرز القيادات الميدانية في المنطقة. وجاءت وفاته إثر قصف جوي استهدف مقر القوات المشتركة داخل جامعة الفاشر في وقت متأخر من مساء الخميس، وأسفر الهجوم أيضاً عن سقوط عدد من عناصر القوة المتمركزة في الموقع.
يمثل مقتل اللواء أبو طويلة ضربة قوية للقوات المشتركة وحلفائها، نظراً لدوره البارز في إدارة العمليات الاستخباراتية بالفاشر. ويرى مراقبون أن غياب شخصية بحجمه قد يعمّق حالة الارتباك داخل الصفوف النظامية، في وقت تتقدم فيه قوات الدعم السريع بشكل متسارع داخل المدينة.
تشير التطورات على الأرض إلى أن قوات الدعم السريع تمكنت خلال الأيام الماضية من بسط سيطرتها على أجزاء واسعة من الفاشر، وباتت على مقربة من السيطرة الكاملة على المدينة. هذا التقدم يعكس تحولاً مهماً في خارطة السيطرة بشمال دارفور، ويطرح تساؤلات حول قدرة القوات الحكومية وحلفائها على استعادة زمام المبادرة.
التصعيد العسكري المتواصل في الفاشر يضاعف من حجم التحديات الإنسانية التي تواجه السكان، إذ تعاني الأحياء من القصف العشوائي ونيران القنص، إلى جانب شح الإمدادات الغذائية وانقطاع الخدمات الأساسية. ومع اشتداد حدة المواجهات، تزداد المخاوف من اتساع رقعة النزوح وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين.
مقتل قائد بارز بحجم أبو طويلة يضع الفاشر أمام مرحلة أكثر تعقيداً، حيث تداخلت المعارك الميدانية مع انهيار الخدمات واشتداد الأزمة الإنسانية. ويُنظر إلى هذا التطور كجزء من مسار تصعيدي أكبر يعيد رسم موازين القوى في دارفور، في ظل غياب أفق واضح للتسوية السياسية أو وقف إطلاق النار.